في الوقت الذي يحتدم فيه النقاش حول قضية احتراف نصراوية هلالية بطلها لاعب وقع عقدين مع ناديين كبيرين متنافسين يزيد التعصب الرياضي ويخرج الإعلاميون والمشجعون عن أصول اللياقة في تجاوز للخطوط الحمراء، وتعمد نقل لغة الشارع بكل ما فيها من إساءات وبذاءة إلى البرامج الرياضية، ووسائل التواصل الاجتماعي من دون حسيب ولا رقيب، يتنافس ملاك ومعدو القنوات الرياضية وبرامجها في استقطاب الأكثر إساءة، والأكثر سخرية مدعوما بتطبيل المشجعين المتعصبين الذين يضاعفون عدد متابعي حساباتهم الشخصية والنتيجة النهائية خروج أبطال وهميين لا يخدمون الشباب والرياضة والإعلام الرياضي بقدر إشعال صراع غير صحي بين الأندية ومنتسبيها، وفئة شابة تمثل الشريحة الكبرى من مجتمعنا بدلا من أن تجد التوجيه السليم والبرامج الداعية للتنافس الشريف، واحترام الآخر، أما الخاسر الأكبر فيه هم أولئك المتصارعون على الشاشة أمام الملأ بعد أن بلغ الحال نشر غسيل السنين الماضية على طريقة اختلاف "اللصوص" فما أسوأ من أن يتهم إعلامي زميله بأنه أخذ ربع مليون ريال من عضو شرف فيرد آخر: "لا تخليني أطلع الفضايح؟!" البرامج الرياضية في القنوات الخاصة تحقق مرادها بزيادة المتابعين على حساب هيبة الإعلام الرياضي السعودي، هناك جهات لا تريد للإعلام الرياضي السعودي أن يكون مؤثرا محترما ذا قيمة؛ صانعا لتوجهات الرأي العام، هم يساهمون في تحطيمه، ويتفرجون على الأبطال الوهميين الذين إن كسبوا شيئا مؤقتا اليوم فسيخسرون الكثير غدا. انظروا لمن يتصدر المشهد في البرامج الرياضية، أسماء تظهر لأول مرة، لا تاريخ لها ولا ما رست العمل الصحفي، مؤهلاتها رفع علم النادي الذي تميل إليه ودفاع مستميت ظالما أو مظلوما؛ إضافة إلى كم كبير من الإساءات للنادي المنافس. ندعم حرية الرأي ونرفض تكميم الأفواه، لكن من يتاح لهم الفرصة اليوم يخرجون عن النص، معاقبة لجنة الانضباط لمن أساء لمسؤول التحكيم مرعي العواجي خطوة مهمة سيكون لها أثر إيجابي في حماية الحكام ومنسوبي التحكيم، نحتاج لتنظيمات دقيقة من الجهات المعنية بالإعلام، توقف الإساءات للأندية ومنتسبيها، وتعيد للإعلام الرياضي رونقه بعد أن قاده شلة متعصبين إلى الوحل!!