تحدثت في المقال السابق عن الابتكار وأنه السبيل الأمثل لتعزيز التنافسية، واليوم سأتحدث بإذن الله عن ثلاثة أفكار رئيسية للابتكار والتي ذكرها كين روبنسون في كتابه: "حرر أفكارك تعلم أسرار الابتكار" سوف تصل بنا إلى مرحلة الإبداع والابتكار بحول الله وقوته . هذه الأفكار الرئيسية: أنه يجب علينا أن ندرك دائماً أننا نعيش ثورة مستمرة في مجال التغيير والتطوير وإذا أردنا أن نبقى ونتطور فعلينا أن نفكر بصورة مختلفة في قدراتنا وكيفية الإفادة القصوى منها. ثم محور أعمدتها ويتلخص بأنه لتحقيق الابتكار يتوجب علينا أن ندير منظماتنا وبخاصة نظم التعليم بصورة مختلفة جذرياً. وبمثال توضيحي نجد أن الابتكارات في مجال التقنية تعددت بصورة كبيرة خلال الأعوام الخمسين الماضية وجميع المؤشرات تعكس أن كل ذلك مجرد بداية للثورة التقنية وربما خلال الخمسين سنة المقبلة نرى تغيرات لا نتخيلها الآن وتعد تقنية النانو إحدى بوابات الدخول إلى المستقبل الذي لا نتخيل متغيراته والله أعلم . وهنا أستشهد بالأمثلة الحية حيث أنه في عام 1997 م تم تسجيل جوجل كاسم مجال على الإنترنت وكان عدد المواقع الإلكترونية على الإنترنت ( 16 مليون ) موقعا. فيما بلغ عام 2010 م عدد مستخدمي جوجل ملياري مستخدم من جملة سبعة مليار نسمة هي تعداد سكان العالم في العالم نفسه وللعلم ففي عام 1989 م بلغ عدد المواقع الإلكترونية على الإنترنت مائة ألف موقع، وعندما اخترع اليابانيون الرقائق الإلكترونية عام 1990 م تخطى بذلك عدد المواقع الإلكترونية على الإنترنت مليون موقع عام 1992 م. كل هذه الشواهد الموثقة دليل كبير على أهمية إدراكنا أننا نعيش في ثورة حقيقية ومستمرة في مجال التغيير والتطوير. وهنا لابد لنا من وضع جميع الأفكار في حيز التنفيذ ضمن إطار الثورة التقنية المستمرة لنحصل بعدها على الابتكار والذي يعتبر عملية تطوير أفكار جديدة ذات قيمة. هذا ويعتبر الابتكار التقني والنمو السكاني أكبر قوتين دافعتين ويحولان طريقتنا في الحياة والعمل ويغيران في طبيعة السياسة والثقافة. وإن التفكير بطريقة مختلفة لا يكفي لفهم الطاقات الحقيقية للتخيل والإبداع في حياتنا بل علينا أيضاً أن نتصرف بطريقة مختلفة. إن تقنية النانو ستقتحم المجال والله أعلم أمام ابتكارات في مجالات واسعة ومتباينة كالطب والهندسة يصعب للعقل أن يستوعبها أو يخطر على بال وقد نتمكن والله أعلم في عام 2020 م من شراء حاسب شخصي يتمتع بالقدرات العقلية لشاب بالغ بحوالي ألف دولار أميركي وبحلول عام 2030 م لن يتمتع الحاسب الشخصي بمختلف أشكاله بالقدرات العقلية لعقل واحد بل بالقدرات العقلية لألف عقل بشري.