قال الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة). الموت هو الحقيقة الثابتة التي لا تحتاج في ثبوتها وشمولها أي دليل وبرهان وكما قال الشاعر: ولله كم غاد حبيب ورائح نشيعه للقبر والدمع يسكب نهيل عليه التراب حتى كأنه عدو وفي الأحشاء نار تلهب في يوم الاثنين الموافق 27/3/1438ه غيب سهم المنون المؤرخ الجليل الشيخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد أحد فرسان التاريخ والذاكرة الوطنية للمملكة العربية السعودية والجسر الأخير الذي عايش العصر التأسيسي لهذا الكيان الكبير الذي وضع لبناته الراحل العظيم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله -. رحل هذا المؤرخ تاركاً إرثاً رائعاً وثرياً سيظل ركناً أساسياً في المعرفة التاريخية لوطننا الخالد المملكة العربية السعودية. لقد كان لهذا المؤرخ الجليل علاقة خاصة بملك هذه البلاد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - هذه العلاقة كانت المرتكز الأساسي في الحراك العلمي التاريخي في عقل هذا المؤرخ الكبير الذي اتسم بالدقة والإخلاص في توثيق المعلومة التاريخية المدعمة بسلاح الشريعة واللغة العربية والتاريخ مختزلاً ذاكرة تنبض بالمعلومات والمعرفة والخبرة الرصينة. ولا أدل على قوة هذه العلاقة بمولاي - يحفظه الله - من استقباله الكريم لابنه إبراهيم وبقية ذوي المؤرخ في يوم الأحد 3/4/1438ه وهذه لفتة وفاء وعرفان كبير من مولاي لجهود هذا المؤرخ الكبير. أبا إبراهيم، لقد كنت صديق الطفولة والشباب لوالدي محمد بن ناصر المفيريج وشقيقه العم عبدالرحمن - يرحمهما الله - ولا أنسى رثائك فيهما ذلك الرثاء التاريخي المترع بالوفاء والمحبة لهما في عدد صحيفة الجزيرة الغراء رقم 12915 بتاريخ 1/2/1429ه وها أنا ذا أرثيك وأقول سلام عليكم أبا إبراهيم يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا لا تتسع الكلمات لحزننا عليك. عتقك الله - إن شاء الله - من ضيق المرض ومعاناته إلى مستقر رحمته الواسعة ونعيم جناته الوارفة وداعاً يا من لن تمت في قلوب محبيك وستبقى أبد الدهر حياً في فؤادي وأفئدتهم. وكما قال الشاعر: عليك سلام الله وقفا فإنني رأيت الكريم الحر ليس له قبر رحمك الله رحمة واسعة وغفر لك ولوالديك وللمسلمين وأسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. وبارك الله في أولادك وأحفادك وذريتك.