يمثل حديث الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان الأخير حول تدخل حزب الله في سورية، وإعلانه سقوط ما يسمى معادلة الجيش والشعب والمقاومة أنموذجاً لرأي سياسي آخر عن خطورة الوضع اللبناني في حال استمرار الوضع الاستثنائي للدولة داخل الدولة، ولسلاح غير سلاح الجيش، وهو وضع لا يليق بطبيعة الحال بدولة مستقلة بصرف النظر عن العديد من مكونات الخلطة اللبنانية، وتعقيداتها. موقف سليمان وخلال السنوات الست التي قضاها في قصر بعبدا كان واضحاً من قضية سلاح الحزب حيث كان يدعو باستمرار إلى وجوب إعادة النظر في الإستراتيجية الدفاعية، ولم يخفِ انزعاجه يوماً من تخطي هذا السلاح للحدود، ويؤكد على الدوام أن الدولة هي من يجب أن تنظم وتقرر متى تستعمل القوة. موقف سليمان يأتي عكس سلفه لحود الذي كان مدافعاً وبشدة عن الحزب وسلاحه وكأنه لم يكن يوماً رئيساً للجمهورية وقبلها قائداً للجيش، فلن ينسى أحد خروجه في حديث تلفزيوني مثير ليقول إنه في العلوم العسكرية لا يجب انتظار العدو، ولذلك توجه حزب الله إلى سورية!.. ولم يسترسل فخامته حينها ليشرح للمشاهدين.. لماذا لم يتوجه الحزب إلى إسرائيل؟! ترك العمادان الساحة السياسية ولن تكون أحاديثهما رغم أهميتها ودلالاتها في حجم قوة كلمات خليفتهما العماد الثالث وهو سيد بعبدا الآن والذي ستعبر مواقفه عن موقف دولة ذات سيادة وقرار مستقل في ظرف إقليمي صعب.