كشفت بيانات الهيئة العامة للإحصاء أن معدّل التضخم في المملكة دخل في النطاق السالب لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات حسب البيانات المتاحة من الهيئة. وأظهرت البيانات التي نقلتها "أرقام" تراجع مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة لمستوى -0.4 % خلال شهر يناير الماضي. وسجل الرقم القياسي لتكاليف المعيشة انخفاضا إلى 136.5 نقطة خلال يناير 2017 وفقا لسنة الأساس 2007، مقارنةً ب137.1 نقطة خلال يناير 2016. وجاء تراجع التضخم خلال يناير الماضي بفضل انخفاض قسم "الأغذية والمشروبات" بنسبة 4.2%، حيث يعتبر أهم قسم في نسبة حساب مؤشر التضخم، كما شهدت ثلاثة أقسام أخرى انخفاضا وهي "النقل" و"المطاعم والفنادق" و"الترويج والثقافة" بنسب متفاوتة. وسجلت باقي المجموعات الرئيسية المكونة للرقم القياسي لتكلفة المعيشة ارتفاعا خلال شهر يناير لهذا العام مقارنة بنفس الشهر من العام 2016. وكانت مجموعتا "التبغ" و"الإتصالات" الأكثر ارتفاعا خلال شهر يناير الماضي بنسبة 19.9% و2.8% على التوالي. ويرى العديد من الاقتصاديين ان التضخم السلبي مفيد للمستهلكين، ولكنه ليس مكسباً اقتصادياً، وضرره يفوق مكاسبه اذ يترافق معه في العادة تراجع في مستوى النشاط الاقتصادي. وفي اتجاه معاكس أكد عدد من المختصين على إيجابية تراجع معدل التضخم ودخوله للنطاق السالب لأول مرة منذ عشر أعوام والذي يعرف بأنه تضخم معاكس لمستويات التضخم المعتاد والمتعارف عليه عادة لمقدار معدل الزيادة في مجموعة أسعار السلع، مشيرين إلى أن تراجع إنفاق المستهلك الفرد على الإنفاق بعدد من القطاعات الرئيسية كالمشروبات والأغذية والسياحة كان له دور كبير بتراجع مؤشر أسعار المستهلك والرقم القياسي لتكاليف المعيشة بالمملكة. واعتبر المستشار الاقتصادي فهمي محمد صبحة أن تراجع معدل التضخم والذي يتم قياسه بالمقارنة مع العشر اعوام السابقة مؤشراً إيجابيا لمجمل الأوضاع الاقتصادية في المملكة وقال بلا شك إن تراجع أسعار السلع يصنف ضمن المؤشرات الإيجابية سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي ويلاحظ من البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء تراجع أسعار المشروبات والأغذية والمطاعم بشكل كبير وتراجع معدلات التضخم قياسا بسنة الاساس للمقارنة 2007. بدوره أكد المحلل المالي حسين بن حمد الرقيب على إيجابية تراجع معدلات التضخم والرقم القياسي لتكاليف المعيشة مشيراً إلى أن ضعف إتفاق المستهلك الفرد على الاغذية والمشروبات والسياحية كان له دور كبير.