"للناس في ما يعشقون مذاهب"، ولعشاق طيور الزينة في مذهب عشقهم عجائب؛ في شغفهم الذي لا تخطئه العين بطيورهم، وفي اجتماعهم من كل مكان في الخليج لاستعراض طيورهم وتبادل الخبرات، وفي تنوعهم الصارخ الذي يصل حد التناقض أحياناً؛ ويمكن القول باختصار: إن هذ العشق، وحد بين الأضداد وجمع الطبيب باللاعب، ورجل الأعمال بالعاطل عن العمل، ومتذوق الشعر ببائع الخردة. وقد شهدت عروس البحر أخيراً، أحد هذه الاجتماعات الاستثنائية على عشق الطيور، إذ نظمت رابطة طيور الزينة بجدة، مسابقتها السادسة لطيور الزينة (الحمام)، بمشاركة الكثير من المتخصصين والهواة ومحبي تربية الطيور من مختلف دول الخليج، وتضمنت عرضا لأكثر من ألف طير من أفضل فصائل أنواع طيور الزينة، مثل فصيلة "طائر اللنك". ومرت المسابقة بعدة مراحل للتصفية حتى تم اختيار أفضل ثلاثة طيور البطل والوصيف الثاني والثالث، ويتم الاختيار وفق مواصفات عالمية تأخذ بالاعتبار في مثل هذه المسابقات، مثل لون العيون وحجم وعدد الريش ومقاس المنقار وطول وقصر القدمين وحجم الرأس ومقاسه وارتفاع صدر الطير ووزنه. هواية تربية طيور الزينة، تجمع في محبتها الأضداد والمتناقضين، بين أطباء ومهندسين ورجال أعمال وعاطلين عن العمل، ومتذوقين للشعر، فالعلاقة بين الطير ومربيه علاقة فريدة، إذ يستطيع الطير حفظ ملامح من يربيه وينطلق باتجاهه سيرا على قدميه متجاوزا أسراب الطيور والناس من حوله، إذا شعر بغربة المكان فجأة، وهناك بعض المختصين في هذا المجال يصفون هذه العلاقة بالفريدة فهي مزيج من الألفة والمحبة والشعور بينهم ولا عجب في ذلك فالطير لدى بعض المربين يكون الرفيق المفضل وقد يصل به الحال لأن يرفض العروض المغرية لشرائه خوفا على فراقه. يمكن وصف تربية الطيور بالتجارة الرابحة، شريطة أن يكون المربي على إلمام بتربية الطير والتي تتأثر كثيرا بالأوضاع الاقتصادية فأحيانا كثيرة كان يصل سعر الطير المميز بشكل متفاوت من(20-50) ألف ريال، ومن أبرز الصعوبات التي تواجه مربي طيور الزينة عدم وجود المكان المناسب مثل صالات الملاعب الرياضية لإقامة المعرض. واعتمدت اللجنة المنظمة ولجنة التحكيم في المسابقة بين الطيور المتنافسة. المقاييس الدولية في عملية التحكيم، التي شارك فيها حكام أجانب متخصصون في تربية الطيور ونوعية الفصيلة المشاركة من الطيور ويطمح المشاركون السعوديون إلى الوصول بهذه الهواية إلى المستويات العالية في المشاركات الخارجية.