هناك جوانب مهمة للتغيير الذي يحدثه الابتكار على القطاع الخاص والأسواق وأهمية تلك التأثيرات، في البداية يعتمد كل تقدم اقتصادي واجتماعي على طرح الأفكار الجديدة التي تحاول خلق حالة من الجذب والتفاعل غير الموجود على ارض الواقع، حيث يتطلب الابتكار ترتيبات متأنية وأهدافاً وتأثيرات مدروسة للأفكار الجديدة التي يجب تحقيقها وتنفيذها عملياً. فالابتكار هو بمثابة المسرح الذي تلتقي فيه متعة التجريب والتعليم بالحقائق التنظيمية والإجراءات الروتينية، وقد عرف البروفيسور فيليب غريفيث المدير السابق لمعهد الدراسات المتقدمة في جامعة برينستون، نظام الابتكار بأنه "النظام الذي يخلق الظروف الملائمة، ويوفر القدرة لبلد معين على الابتكار، وبشكل خاص القدرة على التكيف، وتطوير علوم وتكنولوجيا للاستخدام الاقتصادي والاجتماعي". والعناصر اللازمة لذلك حسب غريفيث هي : "الناس والبنى المؤسساتية". وللابتكار أهمية كبيرة داخل كل مؤسسة كون إن معظم المؤسسات تواجه تحديات معقدة وتختلف باختلاف المرحلة والأنظمة التي تصدرها الدول وكذلك القيود المفروضة لدخول منافسين جدد في الأسواق، وهو الأمر الذى يجعل الابتكار ضرورياً وملحاً من أجل استمرار بقائها بهدف التكيف وزيادة تطورها وقدرتها على التعامل مع تقلبات الأسواق. فلو نظرنا بشكل بسيط على القطاع الخاص ومؤسساته تجد إن انفتاح الأسواق العربية في السنوات الأخيرة على العالم بمختلف المجالات ودخول التقنية بشكل مهول وما أحدثته من نقله نوعية في عدد من الأسواق وتغيير خارطة بعضها الآخر، فلابد على أصحاب القطاع الخاص تثبيت إقدامهم في هذه الأسواق التي سوف تكون بيئة طاردة إن بقيت المؤسسة أو الشركة على وضعها الذي بدأت عليه دون قدرة على التجدد والابتكار. ولذلك إن استطاعت المؤسسات والشركات الغوص في عالم الابتكار هذا سوف يؤدي إلى تحسن الإنتاجية على مختلف الأصعدة داخل المؤسسة أو الشركة سواء كانت من الناحية التنظيمية أو المادية حيث إن الهيكل التنظيمي لهذه المؤسسة يتجدد ويتعدل باستمرار كلما تطلبت تغييرات البيئة المحيطة، لذلك نجد إن المؤسسات التي لديها فكر إبداعي وابتكاري قادرة على فهم تطلعات العملاء وبيئات العمل المتفاعلة على عكس البيئة غير المبتكرة المقاومة للتغيير وقبول التحديات فهي التي تتبنى قيماً تقف أمام المناخ الإبداعي وتهدم جميع الآراء والأفكار والاقتراحات وترفض النقد بل وتمانع التغيير والتطوير الذي سوف يطال المؤسسة من منطلق أسباب عدة ومنها الخوف من المستقبل الذي تعتبره مجهولاً سوف يطرق باب الشركة أو المؤسسة وكذلك للمحافظة على ما وصلت إليه الشركة من نمو غير مدركة أن هذا سوف ينتهي كما ذكرنا في بداية المقال مع دخول منافسين جدد وانفتاح الأسواق وكذلك سن التشريعات والقوانين التي غالباً تكون بهدف تحسين بيئة العمل في السوق.