في أي مكان في العالم تجد أبناء المدينة أو المنطقة ينتمون لمدرج نادي مدينتهم، من النادر أن تجد مشجعين يقفون ضد أبناء عمومتهم إلا إذا كان هناك أكثر من ناد في المنطقة، فنراهم ينقسمون بين هذا وذاك، نذهب إلى الدوري الإنجليزي على سبيل المثال، فنجد مدنا صغيرة مثل بورتسموث، ساوثامبتون أو شيفيلد تمتلك أنديتها شعبية كبيرة في مدرجات ملعب المدينة، وأعتقد أن الأمر ببساطة هو أن أبناء هذه المدن عندما تلعب فرقها يتجه الجميع إلى المدرج لمساندة الفريق من باب الولاء والانتماء. هذه الحالات نشاهدها الآن مع الباطن، ومع نجران سابقا وقبلهما الطائي و"قطبي القصيم"، إنها فرق محظوظة بمساندة أبناء مدنها لها، لأن المشجع ونسبة الحضور الجماهيري هما القيمة الحقيقية لأي ناد مهما حقق من نتائج، فعلى نسبة الحضور الجماهيري يحسب الرعاة حساباتهم كما يزيد الدخل أو ينقص بناء على هذه الأرقام التي تنعكس على حجم المبيعات. في الخبر حالة خاصة فهذه المدينة التي عرفتها منذ حوالي 25 عاما كل ما فيها جميل، أبناؤها حاراتها و(شوارعها سابقا)، أما مواهب فريقها القادسية فلا تحتاج لوصفي فإبداعات ياسر القحطاني وسعود كريري ومحمد السهلاوي وعبدالملك الخيبري وياسر الشهراني، وغيرهم هي أبسط وصف لأن يكون ناديها منجم المواهب الأول في المملكة طوال ال15 عاما الماضية. وأنا أشاهد الفريق يبدع حاليا في ظل مدرجات خالية، يحز في نفسي حينما أتذكر مدرج الفريق في نهائي آسيا عام 1992 حينما كانت جنبات ملعب الراكة مكتظة بالحضور، فما يحدث من أبناء الخبر لناديهم الآن جفاء غريب سواء على مستوى الحضور أو الدعم. من وجهة نظري بالنسبة لأي فريق، أن يكون الحضور في المدرج مسؤولية محبي وعشاق النادي أو أبناء المدينة، بينما يكون الدعم المادي مسؤولية تجار المدينة وأعضاء الشرف، فيما يكون تمثيل الفريق سواء لاعبين أو إداريين أو مدربين للأفضل والأجدر بغض النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم، إذ يكون المعيار هنا للاحترافية وللجدارة بما أننا نعيش في عصر الاحتراف. في القادسية نسمع مقولة أبناء الخبر، لكننا نبحث عنهم في المدرج فلا نجدهم، نسأل عن دعمهم للنادي فلا نسمع عن شيء، على الرغم من أن الفريق في الأعوام الثلاثة الماضية كان في أمسّ الحاجة إليهم، ربما يقول قائل خلافات مع الإدارة الحالية، لذا دعونا نقيس على آخر عشرة أعوام: كم ريالا دخل الخزينة من أبناء الخبر وكم مشجعا حضر؟ من يملك الإحصائية؟.