أعجبني الهلاليون كثيراً وهم يباغتون النصراويين في التعاقد مع لاعب الوسط عوض خميس، فقد كانت صفعة موجعة، ووجعها يتجاوز قيمة عوض الفنية على أهميتها إلى كون الصفعة مباغتة، إذ جاءت لمسيري "العالمي" وأنصاره من حيث لا يحتسبون، وكم كانت ابتسامة الأمير نواف بن سعد معبرة وهو يوقع أوراق شراء "الجوكر" النصراوي. مصدر إعجابي أن مثل هذه الصفقات هي من تسخن الأجواء، وكصحفي يهمني أن تكون هناك مادة صحفية مثيرة، فلست من أنصار أن كرة القدم تلعب داخل الملعب فقط، إنما الملعب في كرة القدم ذات التنافسية الشديدة هو لتصفية حسابات ما يحدث خارجه بين اللاعبين الحقيقيين! في المقابل لم يعجبني رئيس النصر، وهو يكرر في حديثه عن رحيل عوض بأننا في زمن الاحتراف، ولم استسغ محاولته المكشوفة في امتصاص "الصفعة الزرقاء" بأن تنافس الأندية الكبيرة على احتياطيي النصر دليل قوة، فتلك الطريقة لا تعبر عنه، ولا تقنع "مدرج الشمس" الذي لم يهنأ بصفقة وليد عبدالله، إذ كانت باردة لعدم وجود منافسين -أصلاً- عليها، وزاد برودتها حرارة "الصفعة الهلالية". فشل الأمير فيصل بن تركي في إخراج "كورة الهلال" من مرماه كان مرسوماً على ملامحة؛ إذ بدا أنه أول غير المقتنعين بحديثه! لكن على الرغم من ذلك فقد أظهر شيئاً من التماسك حينما سئل عن ردة فعله إزاء الصفقة الهلالية حيث قال: "نحن إدارة أفعال، ولسنا إدارة ردود أفعال"، وهنا تحديداً قلت هذا هو "كحيلان"! حديث الرئيس النصراوي عن كون عوض خميس لاعبا احتياطيا مغالط للحقيقة، فضلاً عن كونه غير مقنع، فعوض لم يكن كذلك، بل كان ورقة المدربين القوية داخل الملعب، أو حين يكون على مقاعد الاحتياط، والسيء في الأمر أن تخسره بعد ما منحته كل تلك الخبرة والتجربة وهو القادم من نجران، أما الأسوأ حينما تخسر احتياطياً آخر كحسن الراهب الذي يعد الكاسب الأكبر في انتقال عوض للهلال. الحقيقة التي لا يمكن لفيصل بن تركي القفز عليها أنه بات في مأزق مع جماهير ناديه والمتربصين به من النصراويين، ولن يخرج منه إلا حينما يرد للهلاليين الصفعة بصفعتين، ودونه سالم الدوسري وسلمان الفرج، وهما الأساسيان وليسا الاحتياطيين!.