أسهمت الممارسات التي تقدم عليها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، في تُفاقم المعاناة الإنسانية وتزايد الوضع المعيشي لليمنيين تدهوراً، في الوقت الذي تمارس فيه تضليلاً متعمداً للرأي العام اليمني والخارجي وبمساندة مشبوهة من بعض المنظمات التي تتعمد تسويق مزاعم بأن تحالف دعم الشرعية في اليمن يفرض حصاراً اقتصادياً على اليمن. وأكد وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح أن مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تواصل احتجاز القوافل الإغاثية المخصصة للمناطق الأكثر تضرراً في محافظة تعز، في ميناء الحديدة، وفي نقاط سيطرتها الأمنية على طول الطريق الرابط بين الحديدة وتعز. ووفقاً للمعنيين بالإغاثة في اليمن، تطور الوضع من احتجاز المساعدات إلى مصادرتها وإعادة توظيفها في تغذية السوق السوداء لتأمين مصادر دخل إضافية للمليشيات وتغذية نزعة الإثراء التي تسيطر على قادتها إلى حد تحولت معها إلى ظاهرة مستفزة لآلاف اليمنيين ممن يرقبون سلوكهم ونمط حياتهم والتغير الهائل الذي طرأ عليها خلال عامين من الحرب على اليمنيين. وأكثر ما يبعث على القلق في نظر المراقبين المتابعين للوضع الإغاثي والإنساني في اليمن، المحاولات المستميتة من جانب الانقلابيين لحشد بعض المنظمات الدولية خصوصاً الموجودة في صنعاء وصرف نظرهم إلى أن تفاقم الوضع الإنساني جاء نتيجة التدخل العسكري لتحالف دعم الشرعية وليس بسبب الانقلاب والحرب التي تخوضها الميلشيا على اليمنيين من أكثر من عامين. ورأى هؤلاء المراقبون أن تورط بعض المنظمات الدولية في تسويق هذه المزاعم يعد محاولة مستفزة لحجب الأنظار عن أكبر عملية إغاثة يجري تنفيذها في اليمن من جانب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وغيرها من المؤسسات الإغاثية والجمعيات الخيرية التي تنتمي إلى دول التحالف وبالأخص دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويشرف التحالف العربي بالتنسيق مع الأممالمتحدة على عملية رقابة متواصلة للتحقق من عدم وصول الأسلحة للانقلابيين، تنفيذاً للحظر الذي فرضه مجلس الأمن بموجب القرار 2216، في حين يجري تصوير هذه العملية على أنها حصار يفرضه التحالف على اليمن، في وقت تستمر فيه الموانئ اليمنية بالعمل في مناولة البضائع التي تصل إلى البلاد أو تصدر منها. وضمن الجهود الإغاثية التي يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، استفاد ولا يزال المئات من جرحى الحرب من المدنيين وأفراد المقاومة والجيش الوطني في محافظة تعز وغيرها من المحافظات. يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه توافد القوافل الإغاثية والطبية إلى المناطق الأكثر تضرراً في إطار الحرص على ردم الفجوة القائمة بين إمكانيات الدولة اليمنية والاحتياجات المتزايدة للسكان إلى هذه المساعدات. إلى ذلك، دعا رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن اللواء الركن محمد علي المقدشي مليشيات الانقلابيين العودة إلى صوابهم والتوقف عن الزج بالمدنيين في معركة خاسرة. وأشار اللواء المقدشي خلال زيارته الميدانية أمس لوحدات الجيش الوطني المقاتلة في جبهة ميدي، إلى أن الخسائر والهزائم المتلاحقة للعدو ستؤتي أكلها قريباً ويتحقق النصر على الانقلابيين، مؤكداً أن قوات التحالف تقوم بدور فاعل في هذه المعركة التاريخية. وكان الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية قد أعلن الأحد عن مقتل العشرات من المليشيات في معارك مع رجال الجيش والمقاومة الشعبية بمحافظة حجة، كما أسفرت غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي عن تدمير خندق طوله 150 متراً تابعاً للمليشيات في منطقة الحوض شمال مدينة ميدي، وقُتل خلالها 24 من الانقلابيين كانوا بداخله.