تعتبر صفية بن زقر ثاني امرأة تكرم في مهرجان الجنادرية حيث سبقتها ثريا عبيد في الجنادرية 28 ..ومنحت شخصية الجنادرية وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الاولى تقديراً لفنها ولدورها في توثيق وحفظ التراث السعودي وجاء اختيار صفية بن زقر في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 31) ليعزز دور المرأة الريادي في المملكة العربية السعوية وستقام ندوة كبرى عن حياتها وأعمالمها الفنية ضمن برنامج النشاط الثقافي للمهرجان. ولدت صفية بن زقر في عام 1940 بحارة الشام في قلب مدينة جدة القديمة ثم انتقلت مع أهلها إلى القاهرة في أواخر عام 1947 واكملت مراحل الدراسة الرسمية بالقاهرة حتى حصلت على الشهادة الإعدادية في عام 1957، ثم الشهادة الثانوية الفنية في عام 1960 بعد ذلك غادرت القاهرة إلى بريطانيا حيث التحقت ب (Finishing school) لمدة ثلاث سنوات دراسية. وفي أواخر عام1965 عادت إلى القاهرة لتنمية هواية الرسم عن طريق الدروس الخصوصية، ثم امضت عامين في كلية "سانت مارتن" للفنون في لندن ضمن برنامج دراسي حصلت بعده على شهادة في فن الرسم والجرافيك صفية بن زقر من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية, بدأ مشوارها الفني الطويل بأول معرض لها في عام 1968 أقامته في مدرسة دار التربية الحديثة بجدة إذ لم تكن هنالك صالات عرض متخصصة في تلك الآونة, توالت معارضها المحلية التي أقامتها في مدينة الرياضوجدة والظهران والجبيل والمدينة المنورة وينبع وأبها، كما أقامت معارضها الدولية في كل من باريس وجنيف ولندن حتى أصبح لها حصيلة ثمانية عشر معرضاً شخصياً، وستة معارض جماعية، عرفت من خلالها صفية بن زقر كفنانة التراث السعودي محلياً ودولياً. اسست "دارة صفية بن زقر" التي تضم لوحاتها ومقتنياتها الفنية كما تحتوي الدارة على مرسم الفنانة ومكتبتها الخاصة. وقد أرادت صفية أن تكون الدارة منبراً ثقافياً شاملاً يستنير به الأجيال، ففتحت أبوابها لاستقبال كل زائر وباحث، وأقامت ورشات عمل فنية للكبار والصغار، وقدمت محاضرات ثقافية فنية لجمهور من المهتمات بالأدب والفنون التشكيلية. وبمناسبة افتتاح الدارة في يناير عام 2000م صدر كتاب الفنانة صفية بن زقر الثاني "رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي". وفي هذا الكتاب توضح صفية أهداف ونشاطات الدارة بعد رحلة ثلاثون عاماً من العمل المتواصل والمثابرة من أجل توثيق التراث بشكل جمالي وبنّاء.