يعتبر التشخيص المبكر للسرطان أمراً في غاية الأهمية، فاكتشاف المرض في وقت مبكر وفي المراحل الأولية وفي بداية تكوينه يزيد من فرص الشفاء التام من المرض ونجاح العلاج، وكذلك تقليل أنواع العلاج المستخدمة والأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج، وعلى العكس من ذلك كلما تم اكتشاف الورم متأخراً كلما تعقد العلاج وأصبح الشفاء التام أصعب كثيراً. وإضافة لاتباع النصائح الطبية للوقاية، حيث إن الوقاية تعتبر السبيل لتقليل نسبة الإصابة، فإن هناك بعض الفحوصات والإجراءات الطبية الموصى بها من قبل اللجان الطبية، والتي أثبتت فائدتها في اكتشاف أنواع من السرطان في المراحل الأولية، حيث يتم اكتشاف الإصابة بالسرطان قبل أن تبدأ ظهور أي أعراض. ومن هذه الفحوصات والاجراءات الطبية التي توصي بها اللجان الطبية منظار القولون، حيث ينصح بعمل منظار للقولون ابتداء من سن ال50 وذلك للرجال والنساء على حد سواء مرة واحدة كل عشر سنوات من أجل للكشف المبكر عن أورام القولون والمستقيم، وتختلف التوصيات لمن لديه تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وكذلك مرضى التهاب القولون التقرحي والمرضى المصابين بمرض كرونز فإنه في هذه الحالة ينصح المريض بمراجعة الطبيب ومناقشة التوصيات الطبية المختصة لحالته، فقد يحتاج أن يقوم بتلك الفحوصات في سن مبكر عن الشخص العادي، أو أن يكون تكرار إجراء الفحوصات في فترات متقاربة أكثر. بينما وبالنسبة لسرطان الثدي فإن السيدات ينصحن بإجراء فحص الماموجرام بشكل دوري ابتداء من سن الأربعين للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتختلف التوصيات لمن لديها تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي. والسيدات أيضاً ينصحن بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم بزيارة الطبيب وإجراء مسحة من عنق الرحم وذلك كل ثلاث سنوات من بعد الزواج، وبما أن أغلب الإصابة بسرطان عنق الرحم له ارتباط سببي بالفيروس الحليمي البشري (HPV) فينصح بأخذ التطعيم ضد هذا الفيروس في عمر مبكر قبل سن ال26 عاماً للفتيات، وذلك للوقاية من هذا المرض. وبشكل عام فإنه ينصح كل من تظهر عليه بعض الأعراض الدالة على وجود أمراض من هذا النوع (لا سمح الله) مثل فقدان الوزن الظاهر ومن دون تفسير، أو ظهور كتلة أو تورم في الجسم، ونزول الدم مع البراز فينصح بعدم التردد والذهاب للطبيب وطلب النصيحة الطبية. كما أن الأبحاث الطبية أثبتت أنه من الممكن تقليل نسبة الإصابة بالأورام إلى ما يقارب النصف باتباع بعض التوجيهات الغذائية وتجنب العادات الغذائية السيئة والمحافظة على الوزن المثالي وممارسة الرياضة باستمرار والامتناع عن التدخين والشيشة والخمر، وهذه الأخيرة هي أمور حضنا ديننا الحنيف على تجنبها ولله الحمد. *قسم العلاج الإشعاعي