يعتبر النظام الغذائي لمريض السرطان من أهم أجزاء العلاج، فتناول الأنواع المناسبة من الأغذية وبكميات مناسبة يساعد على إبقاء المريض أكثر قوة وراحة أثناء فترة العلاج. هناك عدة وسائل مستخدمة لعلاج السرطان كالعلاج الكيميائي والإشعاعي والمناعي والجراحي، ولكن هذه الأنواع من العلاج في الوقت الذي تهاجم الخلايا السرطانية فإنها أيضاً قد تهاجم خلايا الجسم السليمة، وهذا يسبب ظهور أعراض جانبية مختلفة والتي قد تؤثر سلباً على تغذية المريض. هنا بعض النصائح الغذائية التي قد تساعد على التكيف مع بعض الأعراض الجانبية لعلاجات مرض السرطان. وتعتبر قلة الشهية من أكثر الأعراض انتشارًا، وهي أي قلة الشهية تنتج عن علاجات مرض السرطان، فتكون عادة بسبب التغير في طعم الفم أو رائحته، والغثيان أو الاستفراغ أو التقرحات التي قد تظهر في الفم. وللتغلب على قلة الشهية هناك بعض النصائح: * محاولة تناول ست وجبات صغيرة خلال اليوم بدلا من ثلاث وجبات كبيرة. فهذا قد يساعد على اكثار كمية الطعام دون الشعور بالشبع والثقل. الاحتفاظ بأطعمة خفيفة قريبة للحصول عليها بسهولة عند الحاجة مثل البسكويت والفاكهة والزبادي والفواكه المجففة. * يجد الكثير من المرضى ان شهيتهم للطعام في أوجها في الصباح فمن الممكن في هذه الحالة تناول الوجبة الرئيسية باكراً. * عند الحاجة وبعد التحدث مع اخصائية/ اخصائي التغذية، قد ينصح باستخدام ما يعرف بالمكملات الغذائية. وهي عبارة عن منتجات عادة ما تكون سائلة تحتوي على سعرات حرارية وبروتينات وعناصر أخرى هدفها تعويض المريض بالعناصر التي لا يستطيع اخذها عن طريق الطعام لسوء شهيته للأكل. * التقليل من كمية السوائل المتناولة اثناء الطعام فكثرة السوائل قد تشعر بالامتلاء والشبع. أما الغثيان فينصح للتغلب عليه الابتعاد عن بعض الأطعمة مثل: المقليات والأطعمة الدهنية، الأطعمة ذات الطعم الحالي كالكعك والحلوى، والأطعمة الحارة أو الساخنة، والأطعمة ذات الرائحة القوية، والاعتماد على الأطعمة الخفيفة كاللبن والبسكويت أو الخبز المحمص والبطاطس المسلوقة، كما ينصح بتناول وجبات صغيرة خلال اليوم وتناولها ببطء، وتناول الوجبات قبل الشعور بالجوع، فالجوع قد يزيد الإحساس بالغثيان، ومن النصائح الجلوس لحوالي ساعة بعد تناول الوجبه فالنشاط أو الحركة قد تبطئ عملية الهضم، وأخيراً ينصح بشرب السوائل ببطء بكميات قليلة خاصة أثناء الوجبات. وقد يسبب العلاج الكيميائي أو الإشعاعي تغيراً في حاستي التذوق أو الشم، فقد يبدو الطعام للمريض مراً، أو ذا طعم معدني أحياناً وخاصة الأطعمه الغنية بالبروتين كاللحوم، في هذه الحالة فإننا ننصح المريض ببعض الأمور التي نراها مفيدة في مثل حالته هذه، حيث يمكنه تغيير نكهة اللحوم أو السمك أو الدجاج بنقعها في الصلصات المختلفة، إضافة بعض البهارات كالريحان أو الزعتر للطعام، وتناول الطعام في درجة حرارة الغرفة أو باردا، فهذا يقلل من رائحة الطعام التي قد تبدو مزعجة للمريض. وفيما يتعلق بتقرحات الفم والحلق فإن هناك بعض أنواع الأطعمة التي تزيد من تهيج التقرحات وتجعل المضغ والبلع مؤلماً وصعباً، فإن الاعتناء بالفم واللثة والأسنان بالإضافة إلى بعض الاقتراحات الغذائية قد تسهل عملية تناول الطعام في هذه الحالة، وهذه الاقتراحات مثل: اختيار الأطعمة الطرية التي يسهل مضغها وبلعها، كالبطاطس والخضار المهروسة، المهلبية والحلى الجيلاتيني، البيض، الفواكه الطرية كالموز، وتجنب الأطعمة والعصيرات التي قد تهيج التقرحات كالبرتقال والليمون وغيرها من الحمضيات، الصلصة أو عصير الطماطم، كذلك تجنب الأطعمة القاسية أو الصلبة كالمكسرات والخضروات النيئة، الأطعمة المملحة أو الحارة، والتأكد من طهي الطعام جيدا حتى يصبح لينا وطرياً، وهرس الطعام أو تقطيعه إلى قطع صغيرة، كذلك تناول الطعام وهو في درجة حرارة الغرفة أو باردا فالأطعمة الساخنة قد تهيج التقرحات، كما ينصح بامتصاص رقائق الثلج، واستخدام غسول فم طبي خاص وخالي من الكحول، وغسل الفم باستمرار والتأكد من نظافته لتعزيز الشفاء. وعلينا ان ندرك أنه تختلف الأعراض الجانبية من مريض إلى آخر كما تختلف باختلاف العضو المصاب ومدة العلاج وجرعته، فهناك من المرضى من لا تظهر لديهم أي أعراض جانبية، وهناك من يشعرون بعدم الرغبة في الطعام أو بالغثيان بمجرد التفكير في تناول الطعام، فاتباع النصائح السابقة قد يساعد المريض على التغلب على بعض هذه الأعراض ويزيد راحته أثناء فترة العلاج. *قسم التغذية العلاجية