لا يبتهج المرء المنصف بشيء يدنو ويقارب الابتهاج برؤية الحب المتبادل بين المواطن والمسؤول في هذا الوطن العزيز، ولا يشعر المرء بالاطمئنان إلا عند ظهور براهين الولاء ودلائل الإخلاص عند أبناء هذا المجتمع أفرادا وأسرا وقبائل لوطنهم ودولتهم ولمليكهم، وإذا كانت هاتان الصفتان الحب والإخلاص ليستا مقصورتين في هذا الوطن على محافظة ولا محصورة في فئة اجتماعية محددة إلا أن لهما بهاء جميلاً ورونقاً أخاذاً حينما نتذكر تاريخ هذا الوطن، فهاتان الصفتان برزتا عند أهل هذه المحافظة في أولى خطوات توحيد شتات هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله، حينما بدأ بجمع شمل أهلها وتوحيد كلمتهم لبناء وطن هو المملكة التي ننعم برخاء العيش فيها، إنه لتاريخ حافل مجيد يربط أهالي محافظة حوطة بني تميم بمن بذل الغالي والنفيس لأجل قيام هذا الكيان، وسيستمر الإخلاص ويبقى الوفاء بإذن الله. إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لهذه المحافظة مناسبة عزيزة وخطوة مجيدة نترقب منها الخير الكثير وهو الأمير الذي اجتمع فيه من الخصال الحميدة ما يجعلنا نستبشر بازدياد العطاء ومواصلة النماء في كافة مرافق هذه المحافظة على يديه، ولا سيما في أمرين نالهما مع تسارع البناء وتوسع البلد وزيادة المرافق فيه وتكاثر السكان وكثرة وسائل المواصلات ما نالهما من سلبيات وقصور تجعلني أستغل هذه المناسبة الكريمة لأشعر نفسي والمجتمع وكافة المسؤولين في هذه المحافظة بضرورة المراجعة وبذل الجهد في حماية أمرين يتعلقان بحياة الإنسان، هما الصحة والمحافظة على البيئة إنني لا أقصد وزارة الصحة وما يتطلبه وضع المستشفى من تطوير للفريق الطبي فيه، لكنني أقصد المسؤولية الصحية التي هي من مهام البلدية في المحافظة، إن القسم الصحي في أي بلدية عليه من المسؤوليات المهمة الشيء الكثير ومع هذا فهو من أضعف الأقسام في البعض من البلديات، لقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تنقل لنا صورا لا يستوعب الانسان التصديق بها لفظاعتها وخروجها عن المألوف فهي تتعلق بطعام الإنسان وشرابه سواء في المطاعم أو الأسواق أو في مستودعات الأغذية، إن مراقبة هذه الأمور تتطلب فرق عمل وليس موظفا واحدا أو موظفين أو ثلاثة وهذا الأمر المهم يستوجب إعادة النظر في الإجراءات المتصلة بهذا الشأن من جهات متعددة لها صلة وارتباط به، ولا يقل عن العناية بهذا الشأن الأمر المتعلق بحماية البيئة. إن زيارة سمو الأمير مناسبة عظيمة تستدعي منا أهل المحافظة الفرح والابتهاج بها، وهي في الوقت ذاته مناسبة تستدعي حب الوطن أن تكون برنامج عمل نستهدف من خلاله حماية ما تحقق من إيجابيات، ونتطلع للتخلص من السلبيات، ونبتهج بما وصلنا إليه من تقدم ورقي، ونضع الخطط والحلول للنهوض بوطن عزيز، أدام الله لهذه البلاد عزها وشموخها ووحدتها وأهلا وسهلا بكم يا سمو الأمير وصحبكم الكرام. *عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام