ليس جديداً أن تستأنف حرب المواقف في نادي النصر بعد رحيل المدرب الكرواتي زوران ماميتش وعودة حسين عبدالغني بين الفريقين اللذين باتا يصطلحان على توصيف نفسيهما بالحرس القديم، والحرس اللئيم، ومتى توقفت -أصلاً- حتى تستأنف؟! فحوى الحرب هذه المرة أن طرفاً وهو المناوئ لرئيس النادي يريد إثبات أن الكرواتي الناجح دفع للرحيل عنوة من الأمير فيصل بن تركي من أجل إعادة صديقه قائد الفريق حسين عبدالغني المبعد بقرار من زوران، في حين يسعى الطرف الآخر وهو المنافح عن الرئيس لإثبات أن زوران ما هو إلا غدار وكذاب وخائن للعيش والملح!. معسكر "الحرس القديم" يستحضر كل سياقات الموسم الجاري لإثبات سطوة القائد على النادي الكبير من قرار مدير الفريق المحترم بدر الحقباني بالرحيل في بداية الموسم، إلى الاستقالة "غير المفاجئة" لنائب الرئيس الداعم والهادئ المهندس عبدالله العمراني، وحتى مغادرة زوران إلى نادي العين الإماراتي، ولا ينسون في السياق استحضار الرسائل الصوتية للاعب الفريق السابق عبده عطيف التي يتعرض فيها لعبدالغني ويتندر فيها من أدواره في النادي، وتغريدات لاعب الفريق الحالي احمد الفريدي التي يبكي فيها رحيل المدرب الفذ. يقابل ذلك رد من "المعسكر اللئيم" بأن اجتماع فيصل بن تركي مع زوران في أحد فنادق دبي، ووصوله إلى اتفاق معه على تجديد عقده، ونشر الرئيس صورته معه عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، وهما يبتسمان على تلك الأريكة التي احتضنت لقاءهما الحميمي، ومن ثم تصدير النادي لبيان الرغبة في التجديد كلها تدحض افتراءات دفعه للاستقالة. في خضم هذا الصراع الذي هو أشبه فعلاً بصراع طرشان، إذ لا أحد يريد سماع أحدٍ أطل القائد المبعد حسين عبدالغني من جديد، واسُتقبِل في تدريبات الفريق استقبال الأبطال، استعداداً لأن يكون على رأس مستقبلي المدرب الفرنسي الجديد، لتبدأ بعد ذلك حلقات جديدة من المسلسل النصراوي الطويل. هنا أطرح سؤالي بتجردٍ: هل فيصل بن تركي بشخصيته الحدية وبما أحدثه من انقلاب شرفي وإداري وفني في ناديه حتى بات القيادي "الأوحد" فيه يمكن للاعب مثل حسين عبدالغني، وهو في خريف عمره الرياضي أن يتحكم في قراره، وأن يفرض عليه خياراته، وأن يطيح بكل من حوله؟!.. الجواب لكم.