قالت السلطات الكندية أمس الاثنين إن طالبا جامعيا كنديا-فرنسيا هو المُشتبه به الوحيد في حادث إطلاق نار بمسجد في مدينة كيبيك وإنه تم توجيه الاتهام له بقتل ستة أشخاص عمدا فيما وصفه رئيس الوزراء جاستن ترودو بأنه "هجوم إرهابي". وعرفت وثائق قضائية المُسلح الذي نفذ الهجوم على المصلين في صلاة العشاء يوم الأحد باسم ألكسندر بيسونت، وأظهرت الوثائق القضائية أنه تم أيضا توجيه الاتهام له بالشروع في قتل خمسة أشخاص. ومثل بيسونت ذو الجسد النحيف أمام المحكمة لفترة وجيزة مرتديا ملابس السجن البيضاء وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال مدعون إن الأدلة في هذه القضية لم تُستكمل بعد، ومن المقرر أن يمثل بيسونت مُجددا أمام المحكمة يوم 21 فبراير، وبحسب الشرطة ووسائل الإعلام الكندية فإن القتلى بينهم قصاب وأستاذ جامعي وصيدلاني ومحاسب، وامتنعت الشرطة عن التطرق للدوافع المحتملة وراء إطلاق النار. لحظات الرعب جلس عابدي على الأرض متربعا وراح يتلو آيات من القرآن مع أصدقائه عندما انطلق الرصاص فجأة - زخة من الطلقات العشوائية على المصلين الذين تجمعوا في المسجد. كان أول ما لفت أنظارهم صيحة "الله أكبر" التي جاءت من ناحية مدخل المسجد. قال عابدي الطالب البالغ من العمر 22 عاما الذي امتنع عن ذكر اسمه الأخير خوفا على سلامته "التفتنا جميعا ... وعند ذلك بدأوا إطلاق النار". تمدد عابدي على الأرض وذراعاه حول رأسه تسد أذنيه، لكن وصلت إلى أسماعه مع ذلك أصوات رجال من حوله وهم يتضرعون إلى الله كي ينجيهم إلى أن أسكت الرصاص أصواتهم. وأحس بثلاث طلقات تمر فوق رأسه. وقال عابدي لرويترز في منزله بمونتريال يوم الاثنين "الكل ارتمى على الأرض والناس الذين كانوا واقفين لأداء الصلاة منهم اثنان في نفس الصف الذي كنت فيه أصابتهما الطلقات". وكان عابدي في كيبيك لزيارة أصدقاء عندما وجد نفسه وسط المجزرة. وقال "كان الناس يدعون الله اللهم احفظنا من هذا الجحيم، اللهم انقذنا من هذه المذبحة". ومرة تلو المرة سمع عابدي صوت حشو السلاح، ودعا الله ألا يصعد المهاجمون للطابق العلوي حيث تجمع النساء والأطفال. وقال "حسبت أنني سأموت". وعابدي مقتنع أنه رأى شخصين يطلقان النار. وتقول الشرطة إنه لم يكن هناك سوى مسلح واحد. لم يفتح عابدي عينيه إلا بعد أن سيطرت الشرطة على المكان، وقف وشاهد "مقبرة" - قتلى وأفراد في النزع الأخير ومصابون على مسافة قريبة من المكان الذي كان يجلس فيه مع أصدقائه. وقال "كانت لحظة رهيبة". وأضاف أنه متأكد أن من صاح قائلا "الله أكبر" لم يكن مسلما "فنبرة الصوت مختلفة عن شخص يتكلم العربية أو يمكنه قراءة القرآن." وفي أعقاب المجزرة التي وقعت مساء الأحد تجمع من نجوا منها وبعض المارة في الناحية الأخرى من المسجد في مقهى قدم لهم القهوة مجانا كما تجمعت فيه أعداد كبيرة من الصحفيين لشحن هواتفهم. خرج أمين من المقهى متجها إلى بيته وهو في حالة صدمة وقد سرت البرودة في يديه وسط درجات حرارة تقل عن الصفر إذ لم يكن يرتدي قفازا. روى أمين لرويترز كيف انحنى بجوار الحائط الشرقي للمسجد محتميا من الرصاص. وعندما توقف إطلاق النار وقف فرأى جثثا من حوله. وطلب أمين نشر اسمه الأول فقط. أما زبيدة بن جدو فقد غادرت المسجد قبل بدء المجزرة وقضت معظم الليل متسمرة أمام التلفزيون وهي تتبادل المكالمات الهاتفية مع صديقاتها وبعض المعارف المتعطشين للأخبار عن الهجوم على مسجدهم. قالت زبيدة لرويترز "كل شيء انقلب". وأضافت أنه رغم تلقي تهديدات من قبل فلم يحدث شيئا من هذا القبيل.