تجاوز عدد الأطباء السعوديين المبتعثين الذين حصلوا على تدريبهم في كندا 4000 طبيب خلال أربعة عقود من الزمن تقريباً، وهو رقم متميز نسبة إلى عدد الأطباء السعوديين، مما يجعلهم يشكلون النسبة الأكبر مقارنة بالأطباء الأجانب على مستوى كندا، والعدد الأكبر من الأطباء المتدربين خارج المملكة. ولعل مسببات ومحفزات هذا الإنجاز يعود لتميز الأطباء أنفسهم حيث إن نجاحهم وتميز الطبيب أو المبتعث لأي جامعة يحفزها لقبول المزيد من الأطباء السعوديين، إضافة للأسباب الأخرى التي تتمثل في استيعاب الملحقية الثقافية لنظام التدريب الطبي في كندا وتوصلها إلى عقد اتفاقيات موحدة مع كليات الطب الكندية في مجال تدريب الاطباء تجربة الابتعاث في البداية التقينا بطبيب القلب علي الشهراني مبتعث من جامعة الملك سعود بمركز القلب بجامعة أواتاو الذي اشاد بتجربة ابتعاث الأطباء السعوديين إلى كندا، مرجعا نجاح هذه التجربة لعدة أسباب أهمها: مستوى التعليم الطبي الأساسي في الجامعات السعودية خصوصا في السنوات السابقة، حيث كان التركيز على اختيار الأكفأ للانضمام لبرامجها والحرص الكامل على نوعية المخرجات. وأضاف: يعود للتركيز على ابتعاث المميزين من الأطباء والذي أدى الى خلق انطباع جيد لدى برامج التدريب الكندية كما أن الكثير من هؤلاء المتميزين نقلوا خبراتهم للجامعات السعودية والمستشفيات الكبرى في المملكة، وانعكس ذلك على كثير على مستوى الخدمات الصحية والتعليم الطبي والأبحاث الطبية، وذلك هو السبب في التطور الحاصل في هذه المجالات. التجربة الكندية كما التقينا بطبيب القلب نواف الماجد ممثل الأطباء السعوديين في جامعة ألبرتا والذي تحدث عن أسباب تكيز التدريب الطبي في كندا قائلا: من مميزات نظام التدريب الطبي في كندا أنه يهييء البيئة التعليمية المناسبة التي تساعد الأطباء على تنمية مهارات متعددة، مثل مهارات البحث العلمي، ومهارات الإدارة والقيادة، وكذلك مهارات التواصل مع المرضى أو مع أفراد الفريق الطبي، وغيرها من المهارات التي لا تقل أهمية عن العلوم والتخصصات الطبية والجراحية، وهذا بلا شك يشكل دافعاً كبيراً لتطوير النفس. كما يتميز نظام التدريب الطبي في كندا بوجود أنظمة واضحة تحدد واجبات وحقوق الأطباء المتدربين. وأكد على أهمية التعاون المشترك مع هيئات تدريبية لها خبرة طويلة في مجال التدريب الطبي مثل الجامعات الكندية والكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا، مع ضرورة وضع معايير واضحة للمستشفيات والأقسام التي من الممكن أن تقوم بتدريب الأطباء، والقيام بتقييم أداء هذه المستشفيات والأقسام (من الناحية التدريبية) بشكل دوري وشفاف. تميز أكاديمي د. فهد العبدالجبار أحد الأطباء السعوديين المتخصصين في جراحة العظام ومبتعث من جامعة الملك عبدالعزيز بجامعة مكجيل الكندية أكد بأن جودة الطبيب السعودي لا تقل عن جودة أي طبيب بأي مكان بالعالم والدليل على ذلك إنجازات الأطباء المبتعثين بجميع الدول المختلفة بشكل عام وبكندا بشكل خاص. وقال: بحكم تمثيلي للأطباء السعوديين بجامعة مكجيل تم تكريم العديد من الأطباء جراء انجازاتهم وحصولهم على جوائز بمؤتمرات عالمية أو محلية، كما أذكر بحفل تخرج الأطباء المتدربين بالأقسام الجراحية قبل عامين بجامعة مكقيل غمرتني الفرحة حيث تم تكريم 5 أطباء سعوديين من أصل ثمانية أقسام لتميزهم أكاديميا مما يثبت فعلا أن الطبيب السعودي على قدر عال من المسؤولية. وحول ميزات التدريب الطبي في كندا أشار د. العبد الجبار بأنه وخلال سبع سنوات من التدريب ببرنامج كندي، لاحظت اهتمام برامج التدريب بالطبيب المتدرب من ناحية توفير ايام تدريس أكاديمية لتعلم الجزء النظري ومن ثم تطبيق ذلك على أرض الواقع بغرف العمليات بالإضافة لصقل المهارات الجراحية من خلال التدريب بمعامل المحاكاة الجراحية التي تساعد الطبيب المبتدئ لتنمية مهاراته الجراحية. كما تتميز برامج التدريب بكندا بعدد الحالات الكبيرة بجميع التخصصات الدقيقة اللتي لا يتوافر بعضها بالمملكة فيكون التدريب أشمل من حيث عدد الحالات وتنوعها. الطبيب علي الشهراني الطبيب نواف الماجد الطبيب فهد العبدالجبار