أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتحادث هاتفيا للمرة الاولى مع نظيره الاميركي دونالد ترامب اليوم السبت. وصرح بيسكوف في مؤتمر صحافي «اؤكد ان اتصالا هاتفيا مقرر السبت» بين بوتين وترامب، وأوضح ان الاتصال سيتم في المساء بتوقيت موسكو. هذا هو الاتصال الرسمي الاول بين الرئيسين منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية رسميا في 20 يناير. وكان الرئيسان تحادثا هاتفيا في السابق في نوفمبر بعيد انتخاب ترامب واتفقا على ضرورة «تطبيع» العلاقات بين موسكووواشنطن بعد التوتر الذي مرت به نتيجة الازمة الاوكرانية. وتابع بيسكوف «يتم عادة خلال هذا النوع من الاتصالات تبادل وجهات النظر حول المعايير الاساسية الحالية للعلاقات الثنائية»، مضيفا ان بوتين يعتزم تهنئة نظيره على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة. ومضى بيسكوف يقول «في ما يتعلق برفع العقوبات، لا نعلم شيئا عن الموضوع، وبحسب معلوماتي فان المصادر (التي اثارت الموضوع) لم تكشف هويتها، ولا اعلم الى اي حد يمكن الاستناد اليها». وتابع «انه الاتصال الهاتفي الاول بعد تنصيب ترامب من المستبعد ان يؤدي الى حوار في العمق حول كل المواضيع. عليكم بالصبر». مجازفة ترامب يرى محللون ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يجازف من خلال اثارته غضب المكسيك بمعاداة شريك استراتيجي للولايات المتحدة قد يتخذ اجراءات للرد من خلال اشعال حرب تجارية او الحد من التعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية. واثار ترامب غضب المكسيك باصراره على انها ستتحمل كلفة بناء جدار على طول الحدود بين البلدين والتي تقارب مليارات الدولارات في سجال اشعل اكبر ازمة دبلوماسية بين البلدين الجارين منذ عقود. وبعد ان كان الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو عبر عن تفاؤله بامكانية اقامة علاقات جيدة بين البلدين عقب انتخاب ترامب، تلاشت هذه الآمال يوم الخميس مع الغائه زيارة مقررة الى واشنطن على خلفية الخلاف بشأن الجدار واتفاق التبادل الحر. ويرى الخبير في العلاقات الاميركية المكسيكية بجامعة تارلتون في تكساس، خيسوس فيلاسكو، ان آخر ازمة كبيرة بين البلدين كانت عام 1985 عندما قامت عصابة مخدرات بتعذيب وقتل عنصر في ادارة مكافحة المخدرات الاميركية، مما دفع واشنطن الى اغلاق الحدود لفترة وجيزة. وقال فيلاسكو ان الازمة الآن «اسوأ» حيث «يحاصر ترامب ادارة بينيا نييتو دون ترك أي مجال للتفاوض». واضاف ان المكسيك يمكن ان ترد الرد عبر السماح للمهاجرين القادمين من اميركا الوسطى بعبور الحدود. واضاف انه وبالرغم من انتقادات ترامب، الا ان المكسيكوالولاياتالمتحدة تتمتعان «بأنجح تعاون (على الحدود) في العالم». واثر ضغوطات قامت بها ادارة الرئيس السابق باراك اوباما عقب التزايد الكبير في عدد المهاجرين الاطفال غير المصحوبين ببالغين عام 2014، شنت المكسيك حملة امنية على الهجرة غير الشرعية على حدودها مع غواتيمالا. ورحلت مكسيكو 147,370 مهاجرا العام الماضي، مقارنة ب80,900 عام 2013، وفقا لارقام اعلنتها وزارة الداخلية. وفي الوقت الذي يطالب فيه ترامب المكسيك بتحمل كلفة تشييد الجدار، باتت عدد المكسيكيين العائدين الى بلادهم اكبر من عدد المهاجرين الى الولاياتالمتحدة. واقترحت ادارة ترامب امكانية فرض ضريبة بقيمة 20 بالمئة على الصادرات المكسيكية كخيار لتمويل الجدار. وقال الخبير الاقتصادي لويس دي لاكي، الذي كان ضمن المفاوضين بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) في التسعينات لوكالة فرانس برس انه «في حال فرضت الولاياتالمتحدة ضريبة من هذا النوع، فستفرض المكسيك من ناحيتها ضريبة مماثلة». الا ان دي لاكال شكك في امكانية موافقة الكونغرس، حيث يدعم الكثير من النواب التبادل الحر، على خطوة كهذه. واضاف ان «الولاياتالمتحدة مرت بفترات معقدة في السابق الا ان ترامب شخص مختلف» وسيتوجب عليه ضمان بقاء العلاقات «ايجابية». واتفاقية التبادل الحر باتت مطروحة للمراجعة بطلب من ترامب، الا ان وزير الاقتصاد المكسيكي حذر من خروج حكومته من الاتفاقية اذا لم تكن المفاوضات مرضية.