احترافنا مجرد عبث، الأندية تمارسه على الورق أما على ميادين كرة القدم ومكاتبها فليس لها منه سوى البلطجة والهمجية وتشويه القانون. أي رياضة متطورة تلك التي نبحث عن تحقيقها والكل يفصل القانون ولوائحه على مقياس الميول والانتماء والعاطفة لا على الحياد والعدالة واحترافية العمل. حقيقة تتجلى صورتها في كل قضية وتبرز مع كل حدث ويبقى مشهد هذا الاحتراف فوضوياً يثير الكثير من الزوابع ويعكس وهن الفكر الذي يديره سواء في اتحاد الكرة ولجانه أو في الأندية والمسؤولين عنها. المولد، الجبرين، التون، العويس، وربما القادم سيأتي بما يضيف المزيد من المهازل، مهازل اللاعب حين يختفي عن الانظار ومهازل رئيس النادي حين يصادق على العقد وينكره ومهازل كبار الأندية الذين يلوون ذراع القانون لحسابات التنافس المعنوي فيما بينهم والضحية رياضة وطن. في قضية سعيد المولد لم يجدوا سوى خالد شكري ضحية وفي قضية العويس لن يجدوا من الخيارات المتاحة إلا ماجد المرزوقي كمذنب وكما قال المثل "ما تطيح السقيفة إلا على رأس الضعيفة". منقسمون على أنفسنا، عاطفيون، بل متعصبون وما هو حق لنا نجمله وما هو لغيرنا نشوهه وإذا ما سألنا عن القانون فالقانون معطل فهو أشبه ما يكون "بالريموت" تتناقله أيادي البعض كالمشجعين لا كالقضاة، المهم لدينا ليس في تنفيذ بنوده بل المهم لدينا في كيف نتحايل عليه ونجيره صوب ما يشبع عواطف الانتماء والميول والتعصب. المشكلة في تصوري ليست في نظام الاحتراف كنظام وإنما المشكلة في أن من تم اختيارهم على رأس هذا النظام مجرد متعصبين يفتقدون لأبسط مقومات الفهم باللوائح وإن قلت التحايل عليها ففي قضية سعيد المولد والجبرين والعويس والتون مدلولات لا يغفلها المتابع الرياضي ولا يجهلها البارع في قراءة المشهد. إلى أي الاتجاهات ستتجه رياضتنا؟ لن نجيب على هكذا سؤال لكننا سنرجيه لرئيس اتحاد الكرة الجديد وفريق عمله فإما يقطع دابر هذا العبث الذي استشرى في الاحتراف ويضع البدائل وإما أن يعجز كسابقه وبالتالي تتفاقم المهازل ويستمر الوضع المرير كما هو بلا حلول أو وصفات دواء تعالجه. ليس من المصلحة العامة هزيمة نظام الاحتراف بهذه الضغوط على مسؤوليه، وليس من المجدي نفعا لمستقبل كرة القدم السعودية تلك التحديات التي تطال المواهب بشعار "إما أن تكون لفريقنا وإما نخرب". عادل عزت، ببساطة أنت واتحادك على المحك فهل تنهي هذا الواقع المرير وتستبدله بواقع أفضل يكون فيه القانون أولاً؟ هذا ما يتمناه الرياضي السوي وليس المتعصب المسيء. ختاماً، مبروك للأهلي محمد العويس ومبروك لمحمد العويس الأهلي، كبير اختار كبير وسلامتكم.