نشرت "الرياض" قبل أيام مداهمة وزارة التجارة والاستثمار، معملا غير نظامي يقوم بإعادة تكرير زيوت السيارات المستعملة بمحافظة جدة، وأوضحت الوزارة في تغريدة عبر حسابها الرسمي في تويتر أنه تم ضبط 3000 لتر من الزيوت المكررة، جاهزة للتعبئة والتسويق. وكشف الخبر أن المعمل يديره عمالة وافدة ويزاولون نشاط تكرير الزيوت بطريقة غير نظامية وعثر داخل المعمل على 3 شاحنات وخزانات وصفايتين لتصفية الزيوت من الشوائب وخلطها تم التحفظ عليهم وما ضبط بحوزتهم. ولأهمية زيوت السيارات والمعدات ولأنها تلعب دوراً مهماً في طول عمر المحرك وفترة خدمته، فإن الكثيرين يجهلون جودتها لكثرة أنواع وماركات الزيوت، مايصعب معه اختيار الجيد منها، إضافة الى ان بعض مواصفات الزيوت قد لا يعلن في النشرات التي تتضمنها علب الزيوت. اختيار الزيوت وعلق عدد من المواطنين على الخبر، فقال المواطن عثمان الحمود -مهتم بالسيارات-: الزيوت المكررة لا يخفى على ذوي الاختصاص أضرارها على السيارات بأنواعها، كما لا يخفى على الكثير من المهتمين بعالم السيارات بأن زيت المحرك يعد من أهم الأمور التي تساعد على طول عمر المركبة، كما يجب على صاحب المركبة أن يتوخى الحذر في اختيار الزيوت، والبحث عن أفضل منتج منها بما يضمن جودتها وملائمتها لمحرك سيارته. وسأله مندوب "الرياض" عن الفترة اللازمة لتغيير الزيت من المحرك. متى وكيف يتم ذلك؟ ولماذا يتحول لون بعض الزيوت بعد الاستعمال لبعض مئات الكيلو مترات للون الأسود ولماذا بعضها تبقى نقية وصافية حتى بعد قطع مسافات طويلة؟ فقال: بالبحث والتحقق سوف يتعرف من يريد ذلك، وهذا متاح وسهل عن طريق المواقع المختصة، فهي قد سهلت الكثير من أي وقت مضى، ولكن قد يقع البعض ضحية تلاعب بعض ورش صيانة السيارات في الترويج للزيوت المكررة والرديئة والتي تعود على هذه المراكز بالربح الوفير، وترفع أسعارها لأسعار بعض الزيوت الأصلية والمضمونة. كما يقوم من يستبدل زيوت السيارات بإقناع المستهلك بانها هي الجيدة، ما قد توفر عليهم المال الوفير والهامش الربحي الكبير إذا ما قارناها ببعض الزيوت المعروفة، ولكن يجب على الشخص المستخدم للزيوت المكررة أو المغشوشة أن يعي أضرارها الكبيرة التي قد يتفاجأ بها على المدى القريب أو البعيد والتي قد تكلفه أضعاف المبالغ التي يوفرها على حساب الزيوت عالية الجودة. وعن الزيزت المكررة قال: إذا تم تكرير الزيوت وفق ضوابط محددة من خلال المصانع المؤهلة لذلك، فهذا هو الصح إنما تكرر من خلال معامل بدائية فهذا يعد عمل إجرامي. لذلك يجب اختيار الزيت المناسب لمحرك المركبة من حيث اللزوجة التي ينصح بها المصنع ومن حيث التصنيف لنوع الزيت المناسب للسيارة، كما يجب تغييره في الماكن المخصصة وفي الأوقات المحددة ومراعات طبيعة الاستخدام إذا كان شاقا ام لا. عمل إجرامي وعن تفشي هذه الظاهرة قال المواطن خالد العضيلة: أن الغش بالزيوت يرجع إلى جهل المستهلك الذي يوقف سيارته بمحلات تغيير الزيوت دون أن يكلف نفسه البحث عن الزيوت الجيدة، ولكن للأسف قد لا يدرك البعض أن من يمارسون الغش في تكرير الزيت يقومون بإعادة الزيوت المكررة بعلب جديدة بماركات معروفة. وقال: لو قامت الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك بواجباتها لتم الحد من انتشار الزيوت المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات، إلى جانب معاقبة يمارس هذه الأعمال الدنيئة. وطالب الجهات المسؤولة بحماية المستهلك، وتكثيف الجولات الرقابية على أماكن تغيير الزيوت والتشهير بمن يثبت عليه التلاعب بها وتغريمه وإغلاق محله، وقال لا يكفي أن تقوم جهة واحدة بملاحقة المتلاعبين ولكين يجب تكاتف الجهود، وأشاد العضيلة بجهود وزارة التجارة والاستثمار التي تنفذ جولات تفتيشية في مختلف مناطق المملكة تقود دائما إلى ضبط مثل هذه المحلات المخالفة، وأهاب العضيلة بالمستهلكين بعدم ترك حقهم والتعاون بالإبلاغ عن شكاواهم وملاحظاتهم لمركز البلاغات في الوزارة على الرقم 1900. وعلق أحد قراء "الرياض" على موضوع الغش في تكرير الزيوت بقوله: جميع محلات غيار الزيوت التي يقوم عليها بعض الوافدين يخلطون الزيوت 70% زيت محروق + 30% ديزل لتخفيفه واعطائه اللون الفاتح مؤكدا أن سيارته خبطت ماكينتها بعد أسبوع من تغيير زيتها بسبب هذا الغش. عمر افتراضي وعن أهمية جودة زيوت السيارات، يؤكد المهندس سلمان غرم الكلثم، المتخصص في مجال السيارات وكبير المهندسين في إحدى وكالات السيارات المعروفة، أن الشركات الصانعة تحدد متوسطاً للعمر الافتراضي للزيت، وعند المواظبة عليه فإنها تعطي ضماناً لمدة وعدد كيلومترات محددة غالباً، كما أن معظم الشركات الصانعة تجعل متوسط العمر الافتراضي لاستهلاك الزيت 5000كيلو متر وتربطه بالصيانة الدورية التي تشمل أجزاء كثيرة من السيارة كاستبدال أو فحص عند كل 5000كيلو متر أو مضاعفاتها. وبين الكلثم ان المهمة الاساسية لزيت المحرك هي تقليل الاحتكاك بين أجزاء المحرك بالإضافة إلى تقليل الاهتزازات وتبريده ونقل الشوائب باتجاه المرشح أو قاع علبة المرفق كما انه يتعرض لمتغيرات اثناء الاستخدام مثل تبخر جزء منه وتهالك المادة اللزجة وتغير لونه وزيادة كثافة قوامه. وذكر المهندس سلمان بعضاً من ظروف الاستخدام التي تؤثر سلباً على لزوجة الزيت وتقصر عمر المحرك، قال إن ذلك ما يطلق عليه الاستخدام الشاق، يأتي في مقدمتها التسارع (acceleration) والذي يعني الانطلاق بسرعة من وضع السكون وزيادة السرعة في وقت قصير، والتباطؤ (deceleration) وهو عكس التسارع بمعنى التباطؤ الشديد عند التوقف أو تخفيض السرعة بشكل مفاجئ، وكذلك القيادة في الطرق غير المعبدة (المتربة)، والقيادة بسرعات عالية جداً، والأحمال الزائدة، والقيادة داخل المدينة في المناطق المزدحمة التي يكثر فيها التوقف المتكرر.