طالبت عدد من الصيدلانيات السعوديات وكذلك بعض المختصين في الجانب الصحي والاجتماعي بضرورة الاسراع في توطين الصيدليات بكوادر سعودية نسائية مؤهلات وذلك لحاجة الكثير منهن إلى الاستفادة من الفرص الوظيفية التي ستتيح لهن توفر مزيد من الوظائف النسائية وفق تخصصاتهن، وقد أكد بعض المختصين بأن مثل هذه الخطوة إنما ستشكل قفزة في واقع المجال الصحي في المملكة بصفة عامة، كما ستؤثر كثيرا في قطاع ازدياد الفرص الوظيفية النسائية والتي تقوم على فكرة فتح المجالات الأكثر توسعا أمامها خاصة بعد نجاح تفعيل عمل الكاشيرات في المتاجر العامة، والبائعات في المحلات النسائية في الاسواق.. حيث ستمكن خطوة تأنيث الصيدليات بكوادر نسائية مؤهلة من ازدياد فرص تفاعل المجتمع النسائي معها وذلك لسهولة تعامل المرأة مع المرأة من ناحية، ومن ناحية أخرى دعم تخصص الصيدلة الذي يجد معاناة في الفرص الوظيفية المحدودة في قطاع المستشفيات. السوق الدوائي خطوة جيدة ويفتح مجالاً للمرأة الصيدلانية للعمل وكانت قد صرحت وزارة الصحة – سابقا – عن التوجه بالاتفاق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتفعيل تأنيث الصيدليات ودعم الكادر النسائي فيها خاصة في نطاق الأسواق التجارية والمولات المغلقة داخل المدن وذلك لتوفر بيئة مناسبة للمرأة، شريطة أن لا يسمح بمزاولة الصيدلية عملها في داخل الاحياء والطرقات وذلك من منطلق حمايتها كما اشترطت الوزارة على أصحاب الصيدليات أن تكون الكوادر العاملة في هذه المنشآت نسائية بالكامل حيث يمنع اختلاط الرجل بهن. اثبات الجدارة وأوضح الصيدلي الاكلينيكي د. صبحي الحداد، بأن عمل الصيدلانية سيكون ضمن نطاق المولات التجارية وهذا يعني أن عدد ساعات العمل محددة وتنتهي مبكرا في العاشرة مساء أو ربما قبل ذلك، ولن يكون في ذلك تعارض من حيث التوقيت أو الوقت لأن عدد ساعات العمل في أي صيدلية تمتد من ثمان ساعات إلى اثنا عشر ساعة ولكن في بعض الاماكن العامة الاهلية تمتد إلى 24 ساعة، مبينا بأنه لا يوجد أي عائق لعمل الصيدلانية في صيدليات خارجية في الاسواق والمولات لأن مهنة الصيدلة في الأساس مهنة خلقت للمرأة فهي مهنة ناعمة ورقيقة ومهنة تتعاطى مع أدوية نظيفة وراقية ومغلفة فليس فيها أي جهد، فقط تحتاج إلى التدريب الذي يؤهلها لأن تتواءم مع السوق الدوائي، فالسوق الدوائي في الممارسة يختلف عما درس في الكلية فهي خطوة جيدة وتفتح مجالا للمرأة الصيدلانية للعمل وهو حل جزء من البطالة التي تعاني منها المرأة وعلى الصيدلانية السعودية أن تثبت قدراتها العلمية وهن أثبتن ذلك في مستشفيات وزارات الصحة وفي الدفاع وغيرها من المستشفيات. وأشار إلى أن هناك عوائق أمام عمل الصيدلانية ربما أهمها عامل الوقت وهو من الممكن أن يحل في حال تم تحديده، وكذلك عائق المكافئات المالية أو الرواتب ففي أغلب الاحيان الرواتب في مثل هذه الصيدليات ليست الراتب الكبير خلاف المكاتب العملية أو الشركات كالمندوبة التي تزور المستشفيات لتقديم المعلومات الطبية الدوائية للأطباء ولكن في الصيدلية الأهلية لا يتواءم مع متطلبات الصيدلانية وهو أحد العوائق ولكن إذا اثبتت الجدارة فربما يكون هناك حوافز مالية ومكافئات فيتوائم الراتب مع ارتفاع المعيشة الحالي. وأوضح الحداد بأن الكثير من الصيدلانيات هن يدرن الصيدلية وتدير زميلها الرجل في الكثير من المستشفيات، ولكن يختلف الحال في حال عملت في صيدلية بداخل مجمع نسائي تجاري وليس مختلط، وليس من المتوقع أن يمنع الرجل من صرف وصفة طبية من قبل الصيدلانية في حال وجودها في الصيدلية، فالمرأة والرجل في القطاع الصحي فريق واحد ويعملان ضمن فريق واحد والمراكز الصحية والطبيعة لا فرق بينها سوى الجدارة والمهنية وأسلوب التعامل مع المريض في المهنة لأن الصيدلية تعتبر مركز صحي مصغر ليس فقط لبيع الدواء بل يجب أن يعطى المريض المعلومات الكافية عن الدواء لكفية استخدامه وآثاره الجانبية فيجب أن تكون الصيدلانية مؤهلة وكذلك الصيدلي، فلا تعارض أن يعمل زميل مع زميلته في الصيدلية في المولات. إلا أن الصيدليات العامة مازالت غير مناسبة لعمل المرأة فيها وقد تأتي هذه الخطوة لاحقا على غرار تجربة بعض الدول في ذلك مثل مصر والاردن وسوريا وغيرها. صيدليات أقل وترى الصيدلانية في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر هبة الرشيد، بأن عدد الوظائف الصيدلانية المطروحة أصبحت أقل من حيث الفرص مما قبل كما أن الاشكالية أصبحت تعاني من تعينها في مناطق بعيدة عن مسكنها وذلك أصبح يشكل لها معاناة حقيقية، على الرغم من وجود التقدير لعملها في المستشفيات فليس هناك قطاع صحي لا يحتاج إلى صيدلاني إلا أن المشكلة في الاعتماد على العدد المحدود للصيدلانيين قياسا لعدد المرضى فنحتاج إلى الاستفادة من عدد أكبر من الصيدلانيات خاصة في المستشفيات الكبيرة. وأشارت إلى أن الصيدلانية ستواجه رفض المجتمع وعدم قبول عملها خارج نطاق المستشفيات خاصة بأن هناك عدد صيدليات قليلة في المولات، كما أن إقبال الناس ضعيف إذا ما قورن بإقبالهم على الصيدليات خارج المولات المتواجدة في الاحياء السكنية على الرغم من أن الناس تعطي الثقة للمرأة في القطاع الصحي من حيث عملها كما الرجل فلا يفرق بينهما في التعامل، موضحةً بأنه من المتوقع أن لا يوجد اندفاع نحو مثل هذه الوظائف من قبل الكثير من الصيدلانيات نظير الرواتب القليلة إذا ما قورنت بغيرها في واقع المستشفيات وربما تتجه الصيدلانيات إلى الشركات المختصة بالأدوية فهي الافضل. صراع المجتمع يرى المختص في علم الاجتماع د. صالح العقيل، بأن هناك عدة اسباب لممانعة المجتمع من عمل المرأة في الاماكن العامة وبرفقة زميلها الرجل، فأي تغير في المجتمع يجب أن يصاحبه ارهاصات، ولابد أن يصاحبه من يؤيده ومن يعارضه وهذه الدائرة تضيق كلما تقدم تمديد المشروع ففي السابق كنا نتحدث عن عمل المرأة في المحال التجارية وصاحب ذلك معارضة كبيرة واليوم أصبح الأمر معتاد مقبول لدى المجتمع، فالمشكلة في التجربة فهناك بعض الأفراد من يقدم سوء الظن ويبدأ بنسج الخيالات فيما يمكن أن يحدث، على الرغم من أن اسلامنا نهى عن سوء الظن، مشددا على ضرورة التنبه إلى أن هناك الرقابة الذاتية أو الضبط الذاتي وهي من تحكم سلوكيات الناس جيمعا رجلا كان أو أمرأه فالمرأة حينما تتصف بارتفاع السقف الذاتي لديها فأنها تستطيع أن تعمل بثقة دون قلقل وما يثبته ذلك المبتعثين والمبتعثات اللواتي انجزت الكثير وحققن اهدافهن في مجتمع كل شيء به متاح، إلا أن الكثير منهن ابتعثن وتفوقن وحصلن على أعلى الدرجات. وأشار إلى أن قلة الوعي هي المشكلة الكبيرة خلف الممانعة إن حدثت فالعادات والتقاليد والتي نحترمها ولكنها هي من تحكم سلوكياتنا فغياب الوعي لا يتنبه لحقيقة أن الاعراف تتغير وتتبدل وتتحول تبعا لمصالح المجتمع، فما كان محرما اجتماعيا في السابق ممنوع اليوم هو متاح، وذلك ينطبق على الكثير من الامور، وكذلك عمل المرأة في الصيدليات العامة فالمرأة تحتاج إلى الصيدلانية من النساء ممن تستطيع أن تسألها عن احتياجاتها العلاجية بيسر ودون الحرج الذي يمكن أن تشعر به مع الصيدلي الرجل، فما الذي يمنع من اتاحة الفرصة للسعوديات للعمل في الصيدليات العامة في ظل وجود الرقابة من الجهات المعنية وفي مكان مكشوف وتكون الأمور محاطة بالضبط ويوجد تشريعات تضبط عمل الصيدلية. وأوضح العقيل، بأن المرأة تستطيع أن تخلق بداخلها الحصن الذي يمنعها من الانقياد خلف تأثير وجود الرجل في مجال عملها المختلط كما يحدث في المستشفيات أو الصيدليات الداخلية للمستشفى من خلال قوة الشخصية والمشاعر فحينما يكون لديها يقين وقوة في المشاعر فأنها لا يمكن أن تخترق من قبل زميلها الرجل، أما في حالة ضعفها وعدم قدرتها في تحصين نفسها فإن مثل هذه المرأة من الممكن أن تستغل بعيدا عن كونها "صيدلانية" تعمل في صيدلية فالمرأة من الممكن أن تخترق وهي تسير في الشارع، وهناك طبيبات وممرضات أثبتن احترامهن أمام الجميع في مجال عملهن في المستشفيات مبينا بأنه في حال تطبيق عمل المرأة في الصيدليات فأنه من المستبعد أن لا توضع الضوابط لعملها فمن المؤكد أن يكون المكان كبير ومفتوح، ويوجد معها زميلة اخرى كما أنه من غير المتوقع أن تعمل في فترة المساء أو منتصف الليل. المرأة تستطيع أن تخلق بداخلها الحصن الذي يمنعها من الانقياد خلف تأثير وجود الرجل في مجال عملها المرأة السعودية أثبتت قدرتها في المستشفيات الحكومية