المرحلة الجامعية من أبرز المراحل التي تمر فيها شريحة كبيرة من النساء في بلادنا والتي تساهم في صناعة شخصيتها وصقل فكرتها حول مستقبلها. وعلى قدر استيعابها لأهمية هذه المرحلة سيكون حجم استغلالها لكل الفرص المتاحة فيها وتجييرها لصالحها. إلا أن هناك أموراً تجعل الطالبة الجامعية لا تنظر لهذه المرحلة بعين الاعتبار وتكون فرصة مهدرة أضاعتها بسبب عدم تبصرها بأهميتها وقصور وعيها لبعض الجوانب، حيث لا تعي الطالبة تلك العلاقة بين دراستها ودورها تجاه دينها ووطنها ومجتمعها وقبل ذلك تجاه ذاتها فتبدأ مسيرتها الجامعية وهي غير مدركة لميولها واتجاهاتها، ولا تكاد تجيب حين تسأل عن ثلاثة (هدفها، رسالتها، رؤيتها). ثلاثة أشياء مهمة تفصح عن وعيها بذاتها وماذا تريد وإلى أين ستمضي؟ كما أن الحرم الجامعي يفصح عن قصور في الوعي بالذوق العام وقضاياه المتعلقة بالسلوك والمظهر فيما يتعلق بالأصوات المرتفعة والضحكات الصاخبة والكلمات النابية التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حديث الطالبات مدحا وذما كما أن هناك أمراً لابد أن تدركه كثير من الطالبات وهو "أن الخيرة فيما اختاره الله" فإن باءت محاولاتها بالفشل في التحويل من قسم لآخر فإنها مشيئة الله فلتقنع ولتمح من ذهنها فكرة "أن هذا ليس تخصصي الذي أرغب فيه" وتتخرج وتحصل على وثيقة تخرجها وهي لا تزال تحمل هذا الاحساس بداخلها. ومن الجوانب المهمة أن تعي الطالبة أهمية التعلم وتعي الخير الذي ينتظرها نتيجة صبرها للحصول على التعليم، فأحياناً قد لا ترغب النفس التعاطي مع أحد الموضوعات الأساسية في العلم الذي تتخصصه الطالبة إلا أنه لابد أن لا تدع مجالاً لنفسها بأن تصدها عن التلقي للعلم لأنها لا تحب مقرراً ما لأن ذلك سيحول بينها وبين الحصول على الفائدة وسبر أغوار العلم، لأن في تقدم العلوم جميعاً رفعة للأمة الإسلامية وإعلاء لشأن المسلمين في كل بقاع الأرض. وعندما ننظر للجانب الوطني والاجتماعي للطالبة الجامعية نجد أنها أحيانا كثيرة لا تعي بأنها ترفل بنعم الله عليها، فالتعليم بالمجان وفي أرقى البيئات التعليمية المزودة بأحدث الأجهزة التي تساعدها على التعلم بطريقة أسهل وأمتع إلا أن شريحة كبيرة من الطالبات لا تعي قيمة الكرسي الذي تجلس عليه بعدم اهتمامها واعترافها بجميل وطنها عليها بأن منحها فرصة مجانية لا تمنح لغيرها من الأفراد في أغلب المجتمعات الحديثة والمتقدمة ناهيك عن تمني الكثير من الطالبات اللاتي لم يقبلن في الجامعات، فلهذا المقعد حق كبير لابد أن تعيه الطالبة باحترامه وتقديره وذلك من خلال اهتمامها بالحضور والقيام بواجباتها والإبداع فيما تقدمه بدافعية كبيرة ناتجة عن حب الوطن والمجتمع للأخذ به عاليا إلى مصاف الدول المتقدمة لأنه لا يستحق أقل من ذلك ردا للجميل واعترافا بالعطاءات الكثيرة التي تقدمها الحكومة في مجال التعليم الجامعي للطالبات. وطننا يفخر بالكثير من الطالبات ونحن نفخر كذلك بهن ونراهن عليهن في المستقبل إلا أنها كانت محاور جوهرية لابد أن تعيها الطالبة أثناء مراحل دراستها الجامعية وأن تعي تمام الوعي بأنها قطعة ثمينة من هذا الوطن الغالي وصخرة تسد ثغرة من ثغور الإسلام لتحرص تمام الحرص ألا يؤتى الإسلام من قبلها.