قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي أمس إن العاصمة السورية كانت ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة في يد من وصفهم ب "إرهابيين" عندما تدخلت روسيا لدعم نظام بشار الأسد. وأضاف خلال المؤتمر إن المفاوضات السورية المرتقبة في أستانا تستهدف تعزيز الهدنة بسورية، بالإضافة إلى ضمان المشاركة كاملة الحقوق للقادة الميدانيين في التسوية السياسية. وأكد لافروف أمس أنه بإمكان أي فصائل معارضة أخرى (بالإضافة إلى الفصائل التي وقعت على اتفاق الهدنة) أن تنضم لعملية المصالحة في سورية، مضيفا أن الجانب الروسي قد تلقى طلبات بهذا الشأن من عدد من مجموعات المعارضة. ولفت إلى أن ما كان ينقص المفاوضات السورية حتى الآن، هو مشاركة أولئك الذين يؤثرون فعلاً على الوضع الميداني. وتابع: "أحد أهداف اللقاء في أستانة يكمن في التوصل إلى اتفاق حول مشاركة هؤلاء القادة الميدانيين في العملية السياسية". واعتبر أن مشاركتهم في العملية السياسية يجب أن تكون كاملة الحقوق، بما في ذلك دورهم في صياغة الدستور الجديد وملامح المرحلة الانتقالية. وأضاف: "أعتقد أنه لا يجوز اقتصار نطاق المشاركة على تلك الفصائل التي وقعت يوم 29 على اتفاقية وقف إطلاق النار. بل يجب أن تكون لأي تشكيلات تريد الانضمام لهذه الاتفاقيات إمكانية لذلك". وبشأن المشاركة الدولية المحتملة في مفاوضات أستانة، قال لافروف إنه من الصائب توجيه الدعوة لحضور اللقاء إلى ممثلي الأممالمتحدة والإدارة الأميركية الجديدة، معيداً إلى الأذهان أن اللقاء سيعقد في 23 يناير، أي بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وأضاف: "نأمل في تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من قبول هذه الدعوة، وفي أن يكون لخبرائها تمثيل على أي مستوى مناسب بالنسبة لهم". واعتبر أنه إن وافقت إدارة ترامب على حضور المفاوضات، فسيكون ذلك أول اتصال رسمي بين موسكو والإدارة الأميركية الجديدة بشأن سورية. وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو تأمل في أن يكون التعاون مع فريق ترامب فيما يخص الملف السوري، أكثر فعالية، مقارنة بالتعاون مع إدارة باراك أوباما. في هذه الأثناء أعلن نظام دمشق اختيار سفيره في الأممالمتحدة بشار الجعفري لترؤس وفده الى محادثات استانا، وفق ما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أمس، في وقت سيرأس القيادي في "جيش الاسلام" محمد علوش وفد ممثلي الفصائل المعارضة، بحسب قيادي معارض. وذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من دمشق في عددها أمس أن الوفد السوري الرسمي "سيكون مماثلاً للوفد الذي ذهب سابقاً إلى جنيف" وسيكون "برئاسة الدبلوماسي السوري والمندوب الدائم في الأممالمتحدة بشار الجعفري". في المقابل، سيرأس محمد علوش، القيادي في جيش الاسلام، وفد المعارضة الى أستانا، وفق ما أكد رئيس الدائرة الاعلامية في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء. وقال إن وفد الفصائل سيضم قرابة عشرين شخصاً. وأعلنت الفصائل أول أمس الاثنين أن وفدها سيكون عسكرياً على أن يعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية.