محمد بن ناصر الرشيدان أكثر من 58 عاماً قضاها جدّي السفير محمد بن ناصر الرشيدان في أروقة وزارة الخارجية درس من خلالها الدبلوماسية بكافة تفاصيلها الى أن وصل الى أعلى المراتب الدبلوماسية بخُلقه وعلمه وشرّف المملكة خير تشريف أثناء عمله في الممثليات الخارجية لسفارة خادم الحرمين الشريفين ونقل حب العمل الدبلوماسي الى أولاده ايضاً فتقلد أكبر ابنائه ناصر منصب السفير في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أرتيريا فيما يعمل عبدالله قنصلا ً في السفارة السعودية بأسطنبول حاملاً على عاتقه رعاية مصالح السعوديين في تركيا، كل ذلك بفضل الله ثم التربية الصالحة الدبلوماسية كيف لا وهو أحد رجال الأمير سعود الفيصل رحمه الله المميزين حيث درس على يديه علم الدبلوماسية السعودية الناجحة. حيث يعد السفير الرشيدان أحد أبرز معالم وزارة الخارجية فالكل يعرف " أبو ناصر " رجل طيّب الخلق صاحب إبتسامة مشرقة لاتفارق محياه متواضع ويخدم الصغير قبل الكبير، لا يتوانى عن خدمة وإنهاء مصالح من يعرف ومن لايعرف بإسلوب حسن مميز يبهج النفس رغم كثرة مشاغلة وعدم سكوت جواله عن الرنين ليل نهار طيلة أيام الأسبوع كيف لا وهو يشغل منصب مدير الجوازات الدبلوماسية والخاصة بوزارة الخارجية. ولأن لكل بداية نهاية فقد شهد هذا الأسبوع نهاية مسيرة خدمة أبو ناصر الطويلة والعطرة في وزارة الخارجية وإحالته للتقاعد بعد ما أفنى حياته في خدمة الدبلوماسية السعودية عبر منصب حساس لا يُسلّم الا لرجل صاحب أمانة وخلق .. فالسفير الرشيدان رجل دولة يشهد له كل من تعامل وعمل وسمع به وهاهو يودع وزارة الخارجية مرفوع الرأس بعد سنوات من الخدمة مليئة بالانجازات، فالكلمات تعجز عن وصف مافي القلب لك من محبة وتقدير واحترام وإعجاب بتاريخك الحافل بالمنجزات والذكر الحسن فالشكر لله ثم لك كثيراً على كل شيء فأنت القائد والمربي والقدوة لنا جميعاً في كل شيء .. الكل حزين لهذا الخبر فمبنى وزارة الخارجية يبكي حزناً على فراقك فهذه هي حال الدنيا فدوام الحال من المحال فالوقت قد حان ياجدّي لترتاح ويهدأ بالك من ضغط العمل ومن رنين هاتفك المستمر الذي سيُحال الى التقاعد معك ولن تسمع إزعاجه كالمعتاد الا من الأوفياء ومن رحم ربي.