وضعت شجاعة العريف جبران جابر عواجي وبسالته، في أعلى قائمة المشاهير خلال أقل من 24 ساعة، إلا أن البطل تفوق على كل مشاهير ما يعرف ب "وسائل التواصل الاجتماعي"، بأنه لم يخطط مسبقاً للصورة. لم يضع مساحيق الجماهيرية ويرتدي وجه الشاشة، بل كان يمارس عمله المعتاد.. المعتاد/ العظيم، كما ينطلق صباحاً كل يوم إلى ميدان البطولة، يقوده حب الوطن ويرتدي حلة الشرف، جندي بقلب أسد. مزق الإرهاب ببسالة وجاءته الشهرة راكعة تحت قدميه. هذا المقطع الرجولي، الذي جرى التقاطه من نافذة إحدى المنازل القريبة بواسطة فتاة بدت عليها علامات الارتباك والدهشة من هول ما تراه، أنعش الكثير من أبناء المجتمع وأزال عنهم دواعي الإحباط ومسبباته، خصوصاً من سئموا مما يتم تدواله في وسائل التواصل الاجتماعي من تسجيلات "المشاهير"، ولسان حالهم يقول: "هذه هي الشهرة على أصولها"؛ حقيقية نابعة من مواقف بطولية تعزز القيم في المجتمع وتنير العقول، وأيضاً تحفز الأجيال على معاني الشهامة والرجولة التي عرف عنها ابن هذا الوطن وتجعلهم دائماً يحثون الخطى نحو الرقي بأفعالهم بعيداً عن البحث عن المنشورات الوهمية التي أساسها التهريج والهياط. العريف جبران عواجي نموذج لكل رجال أمننا البواسل الذين ضحوا بأنفسهم من أجل تراب هذا الوطن وكيانه، فكثير منهم واجه نفس الموقف بكل شجاعة منهم من استشهد ومنهم نجا ولكنهم كانوا بعيدين عن العدسات والهواتف المحمولة.