أوصى تقرير إسرائيلي متخذي القرار في إسرائيل أن يستثمروا قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية والسياسية، كأساس لمبادرة هدفها تحسين مكانة إسرائيل السياسية، والدفع بنشاط سياسي يهدف لتحقيق ترتيبات وتفاهمات سياسية مع الفلسطينيين ومع دول المنطقة". واعتبر التقرير الذي قدمه معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي"، ويترأسه عاموس يدلين، رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) الأسبق، ان هناك ظواهر استراتيجية متواصلة تضر بالمصالح الإسرائيلية، أهمها تراجع مكانة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشرق الأوسط، وانحسار دورها واهتزاز صورتها لدى دول المنطقة، بسبب رؤية الرئيس أوباما السياسية للشرق الأوسط، ويتنبأ التقرير بعدم حدوث تغير حقيقي على هذه السياسات في عهد الرئيس الجديد ترامب. ومع استمرار الجمود في العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، المتزامن مع اليأس المتزايد داخل الساحة الفلسطينية، وما يرافقه من "تحريض" حسب لغة التقرير؛ هذا الجمود مع عناصر أخرى أدت إلى استمرار تدهور العلاقات بين إسرائيل وأوروبا. الجديد الذي يتطرق إليه المعهد لأول مرة في تقاريره هو التهديدات الداخلية، والتي اعتبرها يدلين تهديدًا حقيقيًا على الأمن القومي الإسرائيلي، والتي تقف في مقدمتها تراجع القاعدة الشعبية الأساسية لدعم وشرعية مؤسسة الجيش الإسرائيلي، وما يتبعها من تحريض مباشر ضد قيادته وضباطه، والتي وصلت إلى نسب غير مسبوقة لهذا العام. وبعد تحليل البيئة الاستراتيجية، يتبع التقرير ذلك بجملة من التوصيات التي تشكّل بكليتها استراتيجية أمنية وسياسية تمكّن إسرائيل من الوقوف بنجاح أمام تحديات أمنها القومي، وعلى رأس سلم هذه التوصيات تعزيز العلاقات الاستراتيجية والثقة المتبادلة مع الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب. على الصعيد الفلسطيني، يوصي يدلين بتقديم مبادرات مستقلة إسرائيلية لدفع عملية السلام، للوقوف أمام حملة نزع الشرعية عن إسرائيل في الساحة الدولية، لافتًا النظر لأهمية ساحة القوة الناعمة في معترك العلاقات الدولية وتحسين مكانة إسرائيل مع دول الإقليم.