جاء في بيان سلطنة عُمان المتضمن رغبتها بالانضمام للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بأنها "سوف تبذل، وكما كانت على الدوام، كل الجهود مع الأشقاء والأصدقاء لتوفير بيئة إقليمية يسودها الأمن والسلام في هذه المرحلة التي يتوجب تعاون كل الأطراف لتحقيقها"، وأضاف البيان بأن ذلك "يأتي في سياق الفهم المشترك للدول الإسلامية، وعلى وجه الخصوص دور وقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق التي يسودها العنف الإرهابي المسلح". هذه الكلمات السياسية المعدودة تتضمن معاني ودلالات سياسية عميقة، ومنها: أولاً: أن سلطنة عُمان دولة تملك قرارها السياسي وسيادتها السياسية الكاملة التي تمكنها من اتخاذ قراراتها في الوقت والزمان اللذين تراهما مناسبين وبما يحقق المصلحة العليا على جميع المستويات. ثانياً: أن سلطنة عُمان كانت ومازالت وستظل تعمل مع أشقائها، سواء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أو مع الدول الإسلامية والصديقة، بما يحقق ويعزز الأمن والسلم والاستقرار على جميع المستويات الإقليمية والدولية. ثالثاً: أن سلطنة عُمان ترفض رفضاً تاماً السياسات الهدامة التي تسعى لزعزعة استقرار منطقة الخليج العربي بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.. وفي ذلك رسالة لجميع الأطراف سواءً كانت دولاً أو جماعات وتنظيمات إرهابية بأن سياساتها السلبية الساعية لزعزعة استقرار الدول بالتدخل في شؤونها الداخلية مرفوضة رفضاً قاطعاً. رابعاً: أن سلطنة عُمان تسعى لتعزيز وحدة الصف سواءً في محيطها القريب المتمثل في مجلس التعاون أو في محيطها الإسلامي المتمثل في الدول الإسلامية الداعمة للسلم والأمن والاستقرار أو في محيطها العالمي بالعمل مع المجتمع الدولي بما يحقق عزة العرب والمسلمين ويدعم حقوقهم المشروعة. خامساً: أن سلطنة عُمان اختارت هذا التوقيت للانضمام للتحالف الإسلامي إيماناً منها بأن التحديات التي تواجه المنطقة والعالم الإسلامي متصاعدة وبأنه من الأهمية العمل مع أشقائها لمواجهة هذه التحديات. وإذا كانت هذه بعض الدلالات السياسية، فإن سلطنة عُمان أرادت أن تقول للعالم أجمع بأنها لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن أشقائها في دول مجلس التعاون الذين تعمل معهم منذ عقود لمواجهة التحديات بمختلف مستوياتها.. وإذا كانت هذه رسالة عُمانية ليست بحاجة للتأكيد، إلا أنها مهمة توضح للجميع بأن سلطنة عُمان وفية لتاريخها ولعروبتها ولإسلامها. وبالإضافة لتلك الدلالات السياسية والرسائل المهمة، أعتقد بأن سلطنة عُمان أرادت أن تقول للعالم أجمع بدءًا من منطقة الشرق الأوسط بأن المملكة العربية السعودية تملك القدرات والمقدرات التي مكنتها وتمكنها من قيادة وتمثيل العالم الإسلامي أمام العالم أجمع خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة والتحديات المتصاعدة التي أثرت بأمن واستقرار الدول والمجتمعات. وفي الختام من الأهمية القول بأننا كرأي عام في دول مجلس التعاون نتطلع لكل ما يحقق ويعزز وحدة صفنا، وفي الوقت نفسه ندعم ونؤيد قادتنا ونقف خلفهم لتحقيق عزة دولنا وأمنها واستقرارها.