سيناريو انتخاب رئيس جديد وأعضاء للاتحاد السعودي لكرة القدم للمرة الثانية كان رائعا عاش خلاله الرياضيون تجربة مميزة وسط أجواء ديمقراطية، التنافس على منصب الرئيس خلفا لأحمد عيد كان قويا بين الثلاثي عادل عزت وسلمان المالك وخالد المعمر وبعيدا عن ضجيج الإعلام، واتهام هذا، والتشكيك في ذاك وخروج كثير من الإعلاميين بصورة غريبة عن نص الروح الرياضية وفقدانهم لغة القبول بانتصار المنافس وخسارة من يدعمونه أكدت مسيرة الانتخابات قبل انطلاقها، خصوصا بعد خطوة تجميد أصوات ممثلي اللجنة الأولمبية الخمسة أن عادل عزت استحق الفوز بمنصب الرئيس بقوة الأصوات، فاز بجدارة وبفارق كبير من أصوات الناخبين، وبرنامجه الانتخابي وإن كان أقل ضجيجا، فهو يتضمن خطوات مهمة نتأمل أن تساهم في تطوير البطولات السعودية ومنتخباتها ولجانها وأمانتها العامة، والفريق الذي سيضم مجلس إدارته يشعر بتفاؤل كبير فنائب الرئيس ياسر المسحل شخصية مميزة وأثبت كفاءة عالية في المهام التي أوكلت له منذ دخوله الوسط الرياضي، كما أثق في قدرة عادل البطي على النهوض بعمل الأمانة العامة وهو الإعلامي والتربوي والرياضي صاحب التجارب الواسعة. التعامل بقبول أو رفض رئيس وأعضاء مجلس الإدارة بالنظر لميولهم أو أشياء أخرى ليس مبررا، فكل من يعملون في الرياضة عرفناهم عبر خدمتهم لأنديتهم، وها هو أحمد عيد الأهلاوي العتيق يغادر الساحة أول رئيس منتخب لاتحاد القدم، عمل بجد واجتهاد، أخطأ مرة، ونجح عشرات المرات في تطوير المنتخبات السنية، واستقرار المسابقات وتحسين مركز المنتخب الأول في تصنيف "الفيفا" ورفع مداخيل الاتحاد، من كانوا ضد أحمد عيد قبل انتخابه ظل محط نقدهم القاسي وإساءاتهم حتى وهو يغادر، بدلا من أن نقول له شكرا. عادل عزت وفريقه له مؤيدون يجب أن لا تتعدى طموحاتهم إرساء العدل وتطبيق اللوائح والأنظمة وتطوير اللجان، والتحكيم، والارتقاء بمنتخبات الوطن، أما من دعموا المرشحين الآخرين ضد عادل عزت فعليهم القبول بانتصاره، والشد من أزره والمساهمة في نجاح برامج ومخططات اتحاد الكرة الجديد، وإذا كان شعار حملة منافسه سلمان المالك "فريق واحد" والتي قدمت برنامجا مميزا لم يحظَ بثقة الناخبين، لماذا لا يكون شعار كل الرياضيين اليوم هو "فريق واحد" دعما لرئيس الاتحاد الجديد عادل عزت تكون منطلقا لتوحيد صفوف منسوبي الرياضة ضد ما يعكر صفوها من تعصب مقيت؟!