] أظهرت وثائق عسكرية أمريكية كشف النقاب عنها هذا الأسبوع بأن جنود مشاة بحرية امريكيين (مارينز) في العراق مارسوا عمليات اعدام وهمية ضد معتقلين أحداث عراقيين العام الماضي وانهم احرقوا وعذبوا معتقلين آخرين بصدمات كهربائية فضلاً عن تهديد مجند بحري أمريكي مدرب على الاسعافات الأولية بقتله إذا عالج عراقيين جرحى. وتشتمل هذه التفاصيل الأخيرة عن سوء معاملة المعتقلين العراقيين والتي حصل عليها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي في الدعوى القضائية ضد الحكومة على حوادث تعذيب لم يتم ازاحة الستار عنها في الماضي عوقب فيها أحد عشر من جنود مشاة البحرية الأمريكية لتعذيبهم معتقلين. وقال مسؤولون عسكريون انهم اجروا تحقيقات في ثلاث عشرة قضية تعذيب أخرى غير انهم لم يجدوا بها أدلة كافية كما ان أربعة تحقيقات أخرى لم يتم بعد البت فيها. وتوضح الوثائق بأن قادة عسكريين اصدروا أحكاماً تصل إلى السجن لمدة عام في حق جنود مشاة بحرية امريكيين بعد ادانتهم في تجاوزات تتراوح ما بين القسوة إلى سوء المعاملة. وتعتبر هذه الوثائق الجديدة الأخيرة في سلسلة تقارير ورسائل بريد الكتروني ووثائق أخرى حصل عليها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بهدف تعزيز حجته بأن سوء معاملة المعتقلين يفوق العدد القليل من الجنود الذين اتهموا بسوء معاملة المعتقلين في سجن أبوغريب بالعراق. وكانت صور المساجين العراقيين المعتقلين العراة اثناء خضوعهم للتعذيب قد اثارت شعوراً قوياً بالصدمة في العالم في ابريل (نيسان) الماضي وتورط في فضيحة التعذيب تلك أفراد من جنود الاحتياطي الأمريكي وآخرون من الجيش والحرس الوطني الأمريكي وأظهرت القضايا الأخيرة للمرة الأولى عدداً من الاتهامات المتنوعة ضد جنود المارينز. وحدثت سوء المعاملة المعنية في أوائل مايو (ايار) عام 2003 قبل شهور من تسجيل عمليات تعذيب سجن أبوغريب وكانت آخرها قضية سجين عراقي تعرض للتعذيب على ايدي جنود (مارينز) في يونيو - حزيران الماضي بعد شهرين من تفجر فضيحة سجن أبوغريب. وحمل المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية في نيويورك انطوني روميرو وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» مسؤولية سوء معاملة المعتقلين العراقيين وقال روميرو ان هذا الشكل من سوء المعاملة الواسع النطاق كان يمكن ان لا يحدث بدون قيادة فاشلة من أعلى الرتب. ومن جانبه قال كبير المتحدثين باسم البنتاغون لورانس دي ريتا انه لا يمكنه التعليق على القضايا الأخيرة بهذا الشأن لأنه لا علم له بها. ولاتزال قضايا سوء معاملة المعتقلين تسيء إلى التواجد العسكري الأمريكي في العراق وانه منذ ظهور فضيحة سجن أبوغريب على الملأ تبعتها فضائح تعذيب معتقلين آخرين في العراق وأفغانستان وفي معتقل غوانتانامو بخليج كوبا. وكانت السلطات العسكرية الأمريكية اتهمت ثمانية من حراس سجن أبوغريب بضرب السجناء وتعريضهم لاهانات غير أخلاقية حيث كان اثنان من السجناء على الأقل قد فارقا الحياة في السجن بسبب قسوة التعذيب. ويعتقد ان نحو ثلاثين سجيناً في العراق وأفغانستان قد لقوا حتفهم وهم رهن الاعتقال الأمريكي. وتمر قضايا التعذيب الآن بمراحل متنوعة من التحقيق أو المقاضاة وقد أكد البنتاغون هذا الأسبوع ان أربعة جنود اتهموا بقتل سجين في أفغانستان عام 2002 غير ان التهم ضد ثلاثة منهم قد اسقطت. وقالت الوثائق الأخيرة انه في القضية التي تلقى فيها جندي المارينز المدان فيها أقصى عقوبة وهي السجن لمدة عام تعرض فيها السجين لصعقات كهربائية حيث كانت الأسلاك الكهربائية معلقة على كتفيه وكان السجين يهتز وكأنه يرقص كلما تعرض لصعقة كهربائية. وأظهرت الوثائق الأخيرة ايضاً دون ذكر اسماء الجنود المتورطين فيها جندي مارينز بعد ادانته في القيام بعمليات اعدام وهمية ضد أربعة صبية عراقيين في الديوانية وقد حكم على الجندي المدان بالسجن لمدة ثلاثين يوماً مع الاشغال الشاقة. وعوقب جنود مارينز آخرين ايضاً لادانتهم بارتكاب عمليات تعذيب بدنية ضد السجناء ففي كربلاء وضع أحد الجنود مسدس سريع الطلقات على رأس سجين بينما كان آخرون يلتقطون صوراً فوتوغرافية لذلك المشهد وتم بعد ذلك صب كأس ماء على رأس السجين وتم تصويره كذلك وقد لف العلم الأمريكي حول جسمه. وقالت الوثائق الأخيرة ان محققين للبحرية وجدوا ايضاً اتهامات فظيعة أخرى اشتملت على ممارسات غير أخلاقية بشعة تقشعر له الأبدان ضد سجناء ومن ضمنها ممارسة اللواط مع سجين بفوهة بندقية والضغط الشديد على خصيتي سجين آخر. وأجرى محققو البحرية مقابلات مع مجموعة من مجندي البحرية المدربين على الاسعافات الأولية ارسلوا إلى العراق العام الماضي قال اثنان منهم انهما تعرضا إلى التخويف من جنود مارينز هناك وأضاف احدهما انه تم تحذيره بعدم التحدث للآخرين عن عمليات تعذيب السجناء مضيفاً انه شاهد جنود مارينز يدفعون برؤوس سجناء في قاذروات مما يعتبر اهانة بشعة لهم. (لوس انجلوس تايمز)