نفت المعارضة السورية بمختلف أطيافها وبشكل قاطع أن يكون لها علاقة بمحادثات أعلنت روسيا يوم أمس الثلاثاء إنها تجري بين النظام والمعارضة تحضيرًا لمفاوضات بمدينة أستانة عاصمة كازاخستان. وقال منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض بالمعارضة السورية ل"الرياض" إن الهيئة غير مطلعة حتى الآن على اجتماعات تحضيرية لما يسمى ب"مفاوضات الأستانة"، ولم يتم التواصل مع الهيئة في هذا السياق، وبين أن الموقف الرسمي من هذه المفاوضات سيتم بحثه في اجتماع للهيئة العليا لم يتحدد موعده حتى الآن. كما أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض رياض نعسان آغا ذات المعلومة بعدم تلقي الهيئة لأي دعوة، مرجحًا أن تتوجه روسيا لدعوة "أشخاص" وأسماء معينة وليس هيئات، وصف ذلك ب"التجاهل للمؤسسات"، الذي يعطي تصورًا بعدم وجود رغبة جادة. وقال رياض نعسان آغا في حديث ل"الرياض": "الصورة فيما يتعلق بهذه المفاوضات لم تتضح بعد، وأي شخص يستطيع أن يجد حلًا للشعب السوري فله الشكر، ولكن إذا لم يكن هذه الحل عادلًا منصفًا ملبيًا لطلبات الشعب فلن يقبل به، والمشكلة ليست أين يعقد الاجتماع، أو من سيحضره، بل المشكلة ما الذي سيخرج عنه هذا الاجتماع، وهل سيلبي مطالب الشعب أم هو للالتفاف على هذه المطالب؟، نحن نريد أن تكون هناك مفاوضات تحت مظلة الأممالمتحدة للحفاظ على بيان "جنيف1" والقرار 2254". وأوضحت الهيئة العليا للمفاوضات أنها لم تتلقَ اي دعوة لما يُسمى "مفاوضات الاستانة" المزمع عقدها في كازاخستان، ولم تطّلع الهيئة على أي تفاصيل في هذا الشأن. وأكدت هيئة التفاوض التزامها بالحل السياسي وفق بيان جنيف 2012 وما تضمنه بيان "مؤتمر الرياض" والقرارات الدولية ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن، وبمفاوضات جادة في إطار الشرعية الدولية تحت مظلة الأممالمتحدة، بحيث تبدأ بمناقشة الانتقال السياسي وتنتهي ببدء مرحلة انتقالية ضمن جدول زمني واضح لا وجود للأسد ولا لمن اقترف الجرائم بحق السوريين فيها. وفي ذات السياق، أكد مصدر مقرب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ل"الرياض" أن الائتلاف أيضًا ليس طرفًا في المحادثات التي أعلنت موسكو عنها ، كما لم يتلق حتى الآن أي دعوة للمشاركة في أي مفاوضات سواء في مدينة "أستانة" أو غيرها. وكانت وكالة إنترفاكس الروسية نقلت عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قوله إن النظام السوري يجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقاً محتمل في أستانا عاصمة كازاخستان، ولم يذكر لافروف أين تجري المحادثات الراهنة، وفي وقت سابق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن ممثلين عن الجيشين الروسي والتركي يجرون مشاورات مع المعارضة السورية في أنقرة، بشأن كيفية إنجاح وقف محتمل لإطلاق النار على مستوى البلاد. ميدانيًا، اعتبرت الخارجية الروسية قرار الولاياتالمتحدة تخفيف القيود على إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية "عملا عدائيا" يهدد سلامة الطائرات الحربية وأفراد الجيش الروسي، وفقًا لما نقلته نقلت وكالة الإعلام الروسية، ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها إن إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول تعقيد الوضع في العالم قبل أن يتولى دونالد ترامب رئاسة الولاياتالمتحدة في يناير. ورفع أوباما بعض القيود على إرسال الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية هذا الشهر، وقال الكرملين الذي تدعم قواته الجوية الرئيس بشار الأسد إن هذه الخطوة تنطوي على مجازفة وإن الأسلحة قد تسقط في أيدي "إرهابيين". من جهة آخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحد أبرز القياديين بتنظيم داعش في سورية قتل على الأرجح في معركة عندما تصدى المتشددون لتقدم قوى سورية تدعمها الولاياتالمتحدة صوب سد استراتيجي في شمال سورسة. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري إن القائد قتل لدى محاولة مقاتلي التنظيم المتشدد إخراج قوات سورية الديمقراطية من قرية جعبر بعد أن انتزعت السيطرة عليها من المتطرفين الاثنين. وفشل الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم الليلة قبل الماضية، وتضم قوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولاياتالمتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وقال عبدالرحمن إن القوات تقدمت لتصبح على مسافة خمسة كيلومترات من السد.