كنت من أوائل من راهن على نجاح المدرب الكرواتي زوران بعد أن شاهدته يفرض شخصيته الصارمة على اللاعبين حين ابتعد عن مجاملة البعض على حساب خططه الفنية، وهذه من عوامل نجاح المدرب حين تكون شخصيته قويه بالإضافة لحماسه الشديد ورغبته في الانتصار. كرة القدم معطيات .. وهنا نجح زوران في هذه النقطه تماماً، حينما قام بإستبعاد كل من انخفض أداءه في مباريات النصر حتى لو كان ذلك على حساب قائد الفريق حسين عبدالغني. في ديربي الأمس والذي انتصر به العالمي على الزعيم في نصف نهائي ولي العهد، كان زوران قد نفذ مغامره كروية خطرة جداً وهذا ما لم يكن في حسابات دياز مدرب نادي الهلال. قال زوران : أعددنا مفاجآه ! ليرد عليه دياز : لا توجد مفاجآت أمام الهلال فكل الفرق كتاب مفتوح بالنسبة لنا ! أعتقد أن دياز أخطأ بهذا التصريح والذي يعده البعض كنوع من انواع الإستعلاء وهو الشيء الذي ترفضه كرة القدم ، فحين تحترم خصمك وتدرس نقاط ضعفه وقوته حتماً ستنتصر عليه وأنت مرتاح الضمير. دياز قرأ كتاب النصر ولكنه أخفق في التمعن في صفحات ذاك الكتاب، أو انه لم يجد سر تلك المفاجآه التي وضعها له زوران في الصفحة رقم 19 و رقم 38 من كتاب زوران. كانت المفاجآه واضحة منذ بداية المباراة حين بدأ الكرواتي بتكتيك مغاير وغير مألوف في عالمنا الرياضي ، معتقداً أنه سينصب للهلال فخ الإندفاع وهذا ماحدث بالفعل. الهلال يملك قوة الأطراف من خلال النزعة الهجومية القوية والتي يملكها أظهرته " البريك والشهراني " وهذا ماوضعه زوران في حساباته والتي بدأها برسم احترفي متميز. كانت خطة زوران أن يبدأ بالغامدي وشراحيلي كأجنحة متقدمة، وأن يحل عمر هوساوي وبرونو مكانهم كأظهرة، مع رجوع المحاور غالب والدوسري كقلوب دفاع !! ليبدأ زوران مغامرته في الضغط الرهيب والذي طال أطراف الهلال مما تسبب في تعطيلهم وتقييدهم في ملعبهم. في النهاية .. نجح النصر في تخطي الهلال وإقصائه من بطولته المفضلة ، كما نجح الكرواتي زوران في رهانه على الانتصار بثقته المطلقة بنجاح لاعبيه الصغار في تأليف كتابه ، فيما فشل دياز في قراءة الفهرس جيداً.