وصل أمس الأحد إلى العاصمة الجزائر، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، في ثاني زيارة للبلد بعد تلك التي قام بها أكتوبر الماضي، تدخل كما أورد بيان للحكومة الجزائرية في إطار "جهود الجزائر لتقريب وجهات النظر بين الليبيين". وتأتي زيارة السراج بعد أيام فقط بعد زيارة مفاجئة لم يعلن عنها رسميا قام بها الجنرال خليفة حفتر إلى الجزائر في 16 ديسمبر واستقباله من طرف الوزير الأول عبدالمالك سلال، كما تأتي بعد أسابيع فقط من زيارة قام بها رئيس مجلس النواب الليبي "عقيلة صالح" أواخر نوفمبر الماضي، وحديث بيان رسمي أصدره مجلس النواب الليبي آنذاك أعقب الزيارة أن الأخيرة "تناولت عدة ملفات، أهمها محاربة الإرهاب ورفع الحظر عن تسليح القوات المسلحة العربية الليبية، وتأمين الحدود بين البلدين من الجماعات المتشددة". وفي حوار لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عشية زيارة السرّاج، كشف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن شخصيات ليبية أخرى ستصل الجزائر قريبا، دون أن يحددها بالاسم، مكتفيا بالتأكيد أن بلاده "تعمل حاليا من أجل إقامة حوار مباشر بين الليبيين، يسمح لهم باختيار مستقبلهم، كما أنها ترافع من أجل تضافر كل الجهود الدولية لمرافقة الليبيين للخروج من الأزمة التي قد تكون لها انعكاسات على بلدان الجوار". وفي تصريح ل"الرياض" بشأن توالي الزيارات التي يقوم بها الفرقاء الليبيون إلى الجزائر والدور الذي تقوم به الأخيرة لتقريب وجهات النظر قال الدكتور زهير بوعمامة، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الجزائر3، أن تحركات الجزائر الحالية تسعى إلى "إيجاد مخرج للمأزق الليبي تكون دعامته الأساسية حل سلمي تتوافق عليه جميع الأطراف الليببة الفاعلة على الأرض" ويقّر أن الجزائر "نجحت إلى حد الآن في مرافقة حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا ومساعدتها على تنفيد الخطة الأممية للحل السلمي في ليبيا" قبل أن يلفت أن المهمة "تظل صعبة في ظل وجود أطراف داخل ليبيا لاتزال ترغب في سلك مسالك أخرى بعيدة عن الحل الأممي التوافقي السلمي". وتستقبل الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا، العديد من المسؤولين الليبيين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، في إطار مساعيها لحلحلة الوضع المتأزم لدى الجارة الشرقية، التي يعد أمنها من أمن الجزائر لتقاسمهما الحدود نفسها.