خالد الدوس إشارة إلى التقرير الأمني المنشور في العدد رقم( 17709) الصادر في يوم الأحد الموافق 18ديسمبر2016م تحت عنوان (العاطفة.. تقود منحرفات فكرياً وسلوكياً لتنظيم داعش..!!), المتضمن استغلال تنظيمي "داعش والقاعدة".. العاطفة الجياشة في قالبها الديني لاستقطاب النساء للجماعات الإرهابية, وبالذات ممن يمتلكن نزعات الانحراف الداخلي, أو ممن يتعرضن للاضطهاد في بيوتهن ويسعين لإثبات ذاتهن..الخ. وتعليقاً على هذا التقرير المهني الرصين الذي كشف (عورة) هذه التنظيمات التكفيرية ومخططاتها الإجرامية أقول: لا شك أن ظاهرة الإرهاب - ومن منظور علم اجتماع الإرهاب - تعّد ظاهرة اجتماعية مركبة وعملية نفسية معقدة تنم عن مرض فكري وعقلي وثقافي وأخلاقي.. لا تنتمي إلى دين أو عقيدة أوطن.. تهدد أمن واستقرار وسلامة المجتمعات الانسانية في العالم, كما ان هذه التنظيمات الإرهابية التي تقوم على إثارة الفتن والقتل والعنف والإقصاء والتطرف الفكري والتدمير وزعزعت امن واستقرار المجتمعات.. تستغل كل الوسائل المتاحة وبالذات المواقع الإلكترونية المشبوهة لنشر الأفكار الانحرافية والآراء الضلالية, وبث الدعوات التحريضية وتصدير الشعارات التكفيرية والدعايات المسعورة.. ولاتستهدف صغار السن من أبناء هذا الوطن الغالي وغيره من الذكور وغسل أدمغتهم واختطافهم وبالتالي تجنيدهم ليكونوا ضحايا للتفجيرات الدموية والعمليات الانتحارية, والأفعال الإجرامية التي تناهض قيم الدين والأخلاق والإنسانية, بل يكرّسون أدواتهم ويوظّفون قنواتهم المشبوهة في اصطياد واستقطاب النساء والفتيات في كثير من الدول العربية وغيرها من دول العالم لجماعاتهم الإرهابية.. في تنظيم فاق أبشع إشكال الاستغلال تجاه المرأة وبالتالي تحولت- أي المرأة الداعشية - من كائن رومنسي ناعم إلى قاتل إرهابي ولغم انفجاري موعود بالجنة, والى اداة توفر المتعة الجسدية للعناصر التكفيرية.. تحمل مسمى ثقافياً مضللاً فيما عرف (بجهاد النكاح) وغيرها من المسميات الجهادية الرخيصة..!! وتشير المعطيات في "علم اجتماع الإرهاب".. ان منطقة آسيا الوسطى من المناطق المصّدرة للنساء الملتحقات إلى تنظيم داعش وتتراوح الفئة العمرية مابين 18-25 عاما, بالإضافة الى المجندات من سوريا والعراق, ومن دول شمال إفريقيا, ومن مصر وبعض الدول الخليجية وهو ما يشكل خطرا حقيقياً على الأمن والسلم الاجتماعي في بلدان العالم, والأكيد ان التأثير الكيميائي ليس فقط على العاطفة الدينية الجياشة واللعب على وترّها الحساس..! بل في الفكر والخيال والعقل والسلوك, وتبدو النساء في نظر الحركات الإرهابية الداعشية فئة يسهل التأثير عليها وإنتاج خطاب تأثيري حماسي وعاطفي يراوح بين التوبيخ والتأثيم والترغيب والترهيب بحكم الحماس الديني المتطرف, ونقصان العقل وهشاشة البنية النفسية والاندفاع السلوكي اللاوعي, فضلاً عن التهميش الأسري والاجتماعي خاصة لدى الفتيات المراهقات وبالتالي ساهمت تلك الدوافع والأسباب في صناعة (الإرهاب النسوي) بوجهه القبيح لدى تنظيم داعش. حيث تقوم النساء المجندات المباهيات بأسلحتهن ولباسهن الأسود الضلالي في هذا التنظيم الإجرامي بادوار متنوعة ومناشط مختلفة تسند إليهن.. وهي مابين مهمات التدريس والتطبيب والرعاية, بالإضافة إلى التنسيق اللوجستي والدعائي والإيديولوجي والاستخباراتي, ومنهن من يشاركن في عمليات عسكرية, وينفذن عمليات انتحارية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض وترويج الأفكار الهدامة لكسب المزيد من الإرهاب النسوي داخل التنظيم الداعشي, هذا فضلاً عن المنظور الجنسي والمتعة الجسدية بهن أو مايطلق عليه في الاعلام المعاصر ب "جهاد النكاح"..!! وإمام تلك الحقائق الدامغة.. باتت قضية التصدي لمظاهر الإرهاب, ومحاربة الأفكار الغوغائية والآراء الضلالية تشكل اكبر تحدي يواجه العالم اليوم بما فيه مجتمعنا السعودي الفتي.. مما يستوجب بناء إستراتيجية وطنية متكاملة تعني بالأمن الفكري والأخلاقي والاجتماعي, وتكريس الجهود (التنويرية) من المؤسسات الأمنية والتربوية والثقافية والإعلامية والتعليمية التي تساهم -ميكانيكيا- في النهوض بالوعي المجتمعي وتحقيق المناعة الثقافية وتحصين الفكر والعقل والعاطفة ضد وباء الإرهاب, ونشر قيم التسامح والوسطية والتعايش وتأصيل مفهوم الحوار الإيجابي, ونبذ العنف والإقصاء والكراهية والتطرف الديني والانغلاق في الفهم..!