سعت السلطات المكسيكية أمس إلى التعرف على هويات ضحايا الانفجار الهائل الذي وقع في أكبر سوق للألعاب النارية قرب العاصمة وأدى الى مقتل 32 شخصاً في مأساة لم تشهد المكسيك مثلها من قبل. وتصدرت الصفحات الأولى للصحف المكسيكية صور الضحايا المصابين بحروق خطرة وآخرون يتم إجلاؤهم من سوق تولتيبيك إلى جانب سحب الدخان الملون الناجم عن الانفجار، فيما بدت البلاد برمتها مصدومةً من هول الكارثة التي لم تُعرف أسبابها حتى الان. وبين القتلى ثمانية قاصرين، فيما من المقرر نقل ثلاثة اطفال مصابين بحروق خطرة الى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج في مستشفى متخصص. وانتشر مئات الجنود والشرطيين في الموقع ومنعوا دخول الفضوليين والصحافيين فيما سادت المنطقة رائحة الدخان. وجاب المحققون والأطباء الشرعيون الركام المتفحم للسوق الضخم الذي يمتد على أربعة هكتارات ولم يبق منه شيء باستثناء هياكل معدنية لأكشاك البيع. وتسعى السلطات إلى تحديد هويات الضحايا عبر جمع عينات للحمض النووي من الجثث التي يتعذر التعرف على "أغلبيتها". وقال لويس هرنانديز (26 عاماً) من معمله الذي يُنتِج الألعاب النارية: "هذا الانفجار كان فظيعاً. خلت إننا سنموت جميعا" وأضاف "بدا الناس بالركض والأطفال بالصراخ. كان هناك الكثير من الأشخاص المحترقين. لم ندر ما نفعل". إلى ذلك أفاد شهود ان اشتعال صاروخ مفرقعات في أحد الاكشاك تسبب بالانفجار الدامي. لكن السلطات القضائية أكدت "تعذر التأكد من هذه النظرية، فالعامل على الكشك المعني قُتِلَ مع الأسف". كما قال شهود آخرون إن الحادث كان بسبب نوع من المفرقات القوية يسمّى "القنبلة" وهو بحجم كرة المضرب. وقال عامل البناء روبرتو كورتيز البالغ 48 عاماً المقيم في محيط السوق "لا يمكن تجنب هذه الأمور. فالمفرقعات تشكل خطراً لا مهرب منه. وإذا انفجر صاروخ سيتسبب بانفجار الصواريخ الأخرى. وإجراءات السلامة بلا فائدة". كما روى ارتيميو اغويلار "خلت أن منزلي انهار" فيما انكب على لملمة بقايا المفرقعات التي سقطت في شارعه، وأدت الى احتراق جزئي لمنزل مجاور رغم بعده كيلومترا عن مكان الانفجار.