تفاجأت من أناس كنت أعرفهم جيدا في الماضي، فتغيرت نفسياتهم، وأصيبوا بالسوداوية، والاكتئاب الحاد، والقلق، والصداع التوتري، والحساسية من الأصوات، والرغبة في الانعزال، وحب التوحد، وعدم القدرة على النوم، العجيب ان الاطباء الذين عاينوهم لم يفكروا ان ذلك ربما كان لنقص فيتامين، او معادن ولم يطلبوا منهم إجراء تحاليل لذلك، ولكنهم وبتوجيه من الأخصائيين النفسيين المخلصين، قاموا باجراء تحليل لفيتامين باء 12 وقد تفاجأوا بالنقص الحاد فيه.. *** هذا الفيتامين لا يصنعه الجسم لوحده، ولن تستطيع الحصول عليه الا من خلال الغذاء حيواني المصدر، فلن تجده في الخضار الخضراء، ولا في الفواكه، إلا اذا استثنينا الموز والبر، ولذلك فان النباتيين الذين لا يتناولون حتى ولا الاسماك، هم أكثر عرضة للنقص ... أما على المستوى النفسي والعقلي، فيبدأ بضعف الذكرة، والخرف المبكر، والتشتت وعدم القدرة على التركيز، الأرق، وتقلب المزاج، وبدايات أمراض نفسية تبدأ بالقلق والصداع التوتري، وتنتهي باكتئاب حاد، وسوداوية، وعزلة عن المجتمع، وربما انتهى الأمر الى الهلاوس السمعية او الجنون، وكل ذلك بسبب اعتلال الأعصاب، وتهتك الغشاء الرقيق الذي يحمي الأعصاب، مما يحميها، ويساعدها على نقل الإشارات العصبية بشكل سليم وسريع، ويسعد في انتاج الرسائل الدماغية كالدوبامين، والسوروتنين، وبقية الموصلات الكيميائية المسؤولة عن ضبط المزاج، والحالة العقلية الإيجابية.. *** هذا الفيتامين الذي نفتقده كثيرا، بسبب سوء التغذية، والاعتماد على الأكلات السريعة المليئة بالسموم، والمواد الحافضة، والسكريات المرتفعة، والزيوت المهدرجة، والإسراف في تناول الأدوية الكيميائية، تحرم الجسم من هذا الفيتامين الذي لم يعرف الى قبل سبعين سنة، حيث استخدمته بعض الدول في الحروب عن طريق حقن الجنود به للسيطرة على فوبيا الحرب، والاعتلالات النفسية جراء المعارك، ومناظر الدم والخراب، فكان يأتي بنتائج إيجابية مدهشة، بقي ان أقول ان الذين أعرفهم استطاعوا أخذ جرعات من هذا الفيتامين بشكل مكثف لمدة ثلاثة أشهر، استطاعوا بعدها من ارتداد صحتهم النفسية، والعقلية بحمد الله، وعلى دروب الخير نلتقي