يعتبر أداء العمل أهم الواجبات الملقاة على عاتق الموظفين، وفقاً لمبدأ (الأجر مقابل العمل) . وأداء الموظف مهما كان مركزه الوظيفى لعمله ليس بتمرير المعاملات فقط بل يجب أن يصاحب أداء العمل عدة عوامل وهى: الاخلاص، وذلك بأن يشعر الموظف فى داخل نفسه أن كل معاملة يوكل إليه القيام بها هى معاملته شخصياً أو معاملة أحد أقاربه أو أصدقائه. الأمانة، وذلك بأن يقوم الموظف بدراسة أى معاملة تم تكليفه بها وفقاً للأنظمة والإجراءات التى تحكم مثيلاتها بعيداً عن مخالفة الأنظمة أوالمحسوبية أو الأهواء الشخصية. الانضباط فى الدوام، لكى يتمكن الموظف من إنجاز المعاملات المحالة إليه إذ أن تأخره عن الحضور للدوام أو خروجه باستمرار خلاله سيوثر على مواعيد دراسة وإنهاء معاملات المراجعين لديه. ولقد ثار الجدل مؤخراً حول إنتاجية الموظف فى بلادنا وأنها لا تزيد على ساعة واحدة فى اليوم وفقاً لدراسة سابقة وكان رأى من اعترض على ذلك بأن هذه الدراسة قد تكون قديمة وهى تتعارض مع الوضع الحالى للموظفين. ومن وجهة نظرى أن تلك الدراسة حتى ولو كانت قديمة فإن تعميمها على جميع الموظفين يعد نوعاً من المبالغة. نعم قد تكون تلك الدراسة صحيحة لبعض الموظفين وعددهم ليس بالقليل الذين ينظرون للوظيفة العامة وكأنها نوعاً من الضمان الاجتماعى وما يترتب على ذلك من عدم انضباط فى الدوام أو حضور للدوام ولكن بدون إنجازات إما بسبب بطالة مقنعة أو لسبب ذاتى خاص بالموظف وكذلك عدم الإخلاص فى العمل وتعامل غير حضارى مع المراجعين، إلا أنه فى نفس الوقت يوجد قسم كبير من الموظفين تتوفر لديهم سمات الإخلاص والأمانة والانضباط والتعامل الطيب مع المراجعين. ومن جانب آخر فإن للإدارة وبالذات من يتولى مسؤولية الإشراف دورا فى انخفاض إنتاجية الموظف ويتمثل ذلك فى الآتى: عدم التوزيع السليم والعادل للقوى العاملة على القطاعات الإدارية فتجد مثلاً بعض القطاعات التى لها علاقة بالنشاط الأساسي للجهاز الإداري والتى يوجد فيها زيادة فى الأعمال يشكون من قلة الموظفين فى حين توجد قطاعات مساعدة وأعمالها خفيفة لديها زيادة فى القوى العاملة. عدم وجود متابعة ميدانية من بعض المشرفين على الإدارات والأقسام التابعة لهم إذ أن هذا النوع من المتابعة يشعر الموظفين بأهمية أعمالهم وفى آن واحد يضع المسؤول فى الصورة الحقيقية مما يجرى فى قطاعه أو إدارته. المساواة بين الموظف الكفء والموظف الضعيف فى المزايا الوظيفية إذ ينبغى فى مثل هذا الأمر تحفيز الموظفين المجدين ومعالجة وضع الموظفين المقصرين؛ لأن المساواة بين الاثنين فى هذا الشأن ستؤدي إلى إحباط الموظف الجيد وتمادي الموظف المهمل فى تقصيره.