فيما تتجه توقعات أوساط الصناعة النفطية بتوازن الأسواق العالمية لمنتصف العام 2017، يغادر العام الحالي 2016 بالكثير من السمات التي وصفها خبراء الصناعة بأنها علامات فارقة في أسواق النفط. يقول الدكتور محمد الشطي -محلل نفطي مستقل- يشكل عام 2016 علامة فارقة في تاريخ صناعة النفط وذلك من خلال عدة مستجدات حدثت وسيكون لها تأثير على مسار السوق خلال الأشهر القادمة حيث بلغ أدنى مستوى لأسعار النفط في 20 يناير عبر استمرار الفائض وضعف التعاون بين المنتجين وتباطؤ الاقتصاد الصيني وتوقعات عودة نفط ايران للإنتاج، كذلك بلوغ النفط أعلى مستوياته في ديسمبر، نتيجةً للجولات المتواصلة والمثمرة، كذلك شهد العام الحالي رفع الحظر عن مبيعات إيران النفطية وتواصل الجولات التشاورية بين المنتجين بصورة فاعلة غير مسبوقة، وميلاداً لاتفاق الجزائر وعودة دور أوبك في تنظيم المعروض وأخيراً اتفاق أوبك التاريخي الذي عززّ المصداقية ومساهمة عددٍ من المنتجين من خارج المنظمة في خفض الإنتاج. وأكد الشطي أن هذا العام كان مفترقاً للطرق، ومرحلةً لوضع خارطة الطريق لاستعادة التوازن، فتوقعات الأسواق خلال الفترة المقبلة تشير إلى تعافي أسعار النفط لعدة أسباب أهمها اتفاق أوبك وتعافي الطلب واستمرار انخفاض الإنتاج في عدد من البلدان "خارج الاوبك"، كذلك التزام المنتجين الكبار داخل المنظمة بالخفض تماشيا مع الاتفاق، وهو الأمر الذي يحرك سحوبات المخزون النفطي، وَمِمَّا يدعم تناقص الإمدادات وإنتاج نفط جديد هو استمرار تناقص الاستثمار في قطاع الاستكشاف والإنتاج للسنة الثالثة على التوالي. وذكر أن الأمر لا يخلو الأمر من مخاطر كأي توقعات مستقبلية أخرى لا سيمّا إنتاج النفط الصخري والتزام المنتجين باتفاق فيينا، وتبقى العلامة الأهم لأسواق النفط هي حدوث سحوبات من المخزون النفطي واستمرار الانسجام والتناغم في رسائل المنتجين الموجة لأسواق النفط. وأوضح الشطي أن الطلب يستمر في آسيا مدعوماً بتعافي الطلب الصيني والهندي حيث ينمو بمعدل 3.3% ليصل إلى 30 مليون برميل يومياً في 2017م، أسعار نفط خام الإشارة برنت تتعافي تدريجياً من 58 دولاراً للبرميل خلال يوليو 2017 إلى 62 دولار للبرميل في ديسمبر 2017م، وهذا أيضاً يؤكد أن مسار السوق النفطية مستمر في التعافي والتوازن خلال عام 2017 لا سيمّا نصفه الثاني. وأضاف إن ما يميز اتفاق أوبك أنه أتاح للسوق النفطية مجالاً لزيادة الإنتاج وهو أمر يشير باتجاه التوازن باستثناء النفط الصخري الذي يبقى الورقة الأصعب توقعها، وبحسب توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فقد ارتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي 100 ألف برميل يومياً مع تعافي أسعار النفط، كذلك استمرار استفادة النفط الصخري من التكنولوجيا وتحسين إنتاجية الحقول كذلك فائدته من آلية التحوط ؛ لضمان البيع في الأسواق الآجلة على أسعار عالية وبالتالي ضمان الجدوى الاقتصادية، كما أن البيت الاستشاري انرجي سيكيورتي اناليسس يقدر سعر التعادل الاقتصادي للنفط الصخري عند 36 دولاراً للبرميل.