الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مؤسسة تنموية خيرية رائدة أسسها رجل كان همه -طيب الله ثراه- إعلاء كلمة الحق والعدل، ومقاومة تشويه المفاهيم بالإصغاء لنداء الوجدان والضمير والعقل والحكمة والعدالة المجردة والتسامح والتواصل دون تعصب ولا تشتت، رحم الله سلطان الخير، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، المؤسس والرئيس الأعلى. وللوصول إلى تحقيق تلك الغايات السامية أولى سموه -يرحمه الله- قضية بناء الإنسان أولوية قصوى أياً كان لونه أو جنسه أو ثقافته أو مذهبه الديني وتوجهاته الفكرية، وقدم له كل ما يمكن أن ينهض بفكره وسلوكه. وحيث إنّ للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة، ولكونها الأداة التي تحمل الأفكار، وتسهم في التعرف على فرص الإبداع والتعلم، وتنقل المفاهيم، فتقيم بذلك روابط الاتصال بين الأمم. فقد أولى سموه -يرحمه الله- تعليم اللغات أهمية كبرى، لإيمانه التام بأنها أداة ضرورية في نقل العلم والمعرفة بما يسهم في تجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري، وإقامة حوار عقلاني مع الآخرين بما يؤدي إلى تبادل الرؤى والاستفادة مما حققه الغرب من نجاحات وقفزات في علوم مختلفة، وكذلك تصحيح الصورة الذهنية السلبية عن العالمين العربي والإسلامي. ولم يجد سموه -يرحمه الله- بُداً لتحقيق تطلعاته تلك إلاّ أن تتبنى مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية برامج متكاملة تهدف لخدمة اللغة العربية والتراث العربي، فتم إبرام عدد من اتفاقيات التعاون مع جامعات ومنظمات عالمية وهي برامج رائدة ضمن إستراتيجية المؤسسة لدعم التواصل الثقافي بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب من جهة أخرى، وقد حققت تلك البرامج نجاحاً ملموساً منذ انطلاقتها. فقد كان لمركز سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية بجامعة كاليفورنيا - بيركلي الذي انطلق عام 1998م دوراً بارزاً في نشر الثقافة العربية وتصحيح الصورة الذهنية عن تلك الثقافة، وتكفل سموه -يرحمه الله- بتكاليف إصدار الموسوعة العربية العالمية التي أصبحت مرجعاً عربياً للمعرفة منذ عام 1996م، ودعم سموه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو" من خلال تحمل تكاليف أنشطة المنظمة المتمثلة في إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والتعليمية في عدد من دول العالم، كما أنشأ سموه مركزاً لتعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية. ثم جاءت مبادرة سموه -يرحمه الله- لإنشاء برنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وانطلق البرنامج منذ العام 2007م، وقدم دعماً لهذه المنظمة قدره ثلاثة ملايين دولار، وتواصل الدعم بعد وفاته -يرحمه الله- من خلال ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء المؤسسة عام 2015م، بمبلغ خمسة ملايين دولار لدعم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية. إنّ لغتنا العربية لغة تحمل رسالة إنسانية بمفاهيمها وأفكارها، استطاعت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة اشتركت فيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية والموجهون لسفينتها، اعتبروها جميعاً لغة حضارتهم وثقافتهم فاستطاعت أن تكون لغة العلم والسياسة والتجارة والعمل والتشريع والفلسفة والمنطق والأدب والفن، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها. *أمين عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز