أكد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز أن «المؤسسة هي تنموية خيرية رائدة أسسها رجل كان همه - رحمه الله - إعلاء كلمة الحق والعدل، ومقاومة تشويه المفاهيم بالإصغاء لنداء الوجدان والضمير والعقل والحكمة والعدالة المجردة، والتسامح والتواصل من دون تعصب ولا تشتت». وقال أمس (الأربعاء): «للوصول إلى تحقيق تلك الغايات السامية أولى الأمير سلطان - رحمه الله - قضية بناء الإنسان أولوية قصوى أياً كان لونه أو جنسه أو ثقافته أو مذهبه الديني وتوجهاته الفكرية، وقدم له كل ما يمكن أن ينهض بفكره وسلوكه». وأضاف في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بحسب وكالة الأنباء السعودية: «إنّ للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة، ولكونها الأداة التي تحمل الأفكار، وتسهم في التعرف على فرص الإبداع والتعلم، وتنقل المفاهيم، فتقيم بذلك روابط الاتصال بين الأمم، فأولى الأمير سلطان - رحمه الله - تعليم اللغات أهمية كبرى، لإيمانه التام بأنها أداة ضرورية في نقل العلم والمعرفة بما يسهم في تجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري، وإقامة حوار عقلاني مع الآخرين، بما يؤدي إلى تبادل الرؤى والاستفادة مما حققه الغرب من نجاحات وقفزات في علوم مختلفة، وكذلك تصحيح الصورة الذهنية السلبية عن العالمين العربي والإسلامي». وأضاف: «لم يجد - رحمه الله - بداً لتحقيق تطلعاته تلك إلاّ أن تتبنى مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية برامج متكاملة تهدف لخدمة اللغة العربية والتراث العربي، فتم إبرام عدد من اتفاقات التعاون مع جامعات ومنظمات عالمية، وهي برامج رائدة ضمن استراتيجية المؤسسة لدعم التواصل الثقافي بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب من جهة أخرى، وحققت تلك البرامج نجاحاً ملموساً منذ انطلاقتها». وأكد الأمير فيصل بن سلطان «أن لمركز سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي انطلق 1998 دوراً بارزاً في نشر الثقافة العربية وتصحيح الصورة الذهنية عن تلك الثقافة، وتكفل سموه (رحمه الله) بتكاليف إصدار الموسوعة العربية العالمية، التي أصبحت مرجعاً عربياً للمعرفة منذ 1996، ودعم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) من خلال تحمل تكاليف أنشطة المنظمة المتمثلة بإقامة العديد من الأنشطة الثقافية والتعليمية في عدد من دول العالم، كما أنشأ مركزاً لتعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية». وأشار الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية إلى أن مبادرة الأمير سلطان، رحمه الله، لإنشاء برنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، الذي انطلق منذ عام 2007، وقدم دعماً لهذه المنظمة قدره 3 ملايين دولار، وتواصل الدعم بعد وفاته - رحمه الله - من خلال ما أعلنه رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في 2015 بمبلغ 5 ملايين دولار لبرنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية. وأوضح أنّ اللغة العربية تحمل رسالة إنسانية بمفاهيمها وأفكارها، واستطاعت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة اشتركت فيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية والموجهين لسفينتها، اعتبروها جميعاً لغة حضارتهم وثقافتهم فاستطاعت أن تكون لغة العلم والسياسة والتجارة والعمل والتشريع والفلسفة والمنطق والأدب والفن، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها. فيصل بن سلطان.