اعتبر رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أنس العبدة روسيا غير قادرة على رعاية مفاوضات سورية لإيجاد حل سياسي، وذلك بسبب عجزها عن ضبط نظام الأسد والميليشيات الإيرانية عن ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين. وقال إن موسكو لم تفلح في تطبيق اتفاق صغير داخل حلب يفضي إلى نقل المدنيين إلى مناطق آمنة، حيث إن الإيرانيين والنظام يخترقون الهدنة التي أعلنت عنها روسيا وأشرفت عليها وتوسطت فيها. وأضاف "على موسكو أن تبدي تغيراً في مواقفها المنحازة بشكل مطلق للنظام حتى باتت شريكة له في الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في سورية". وأفاد أن روسيا لم تقل شيئاً للعالم بأن النظام والإيرانيين هم من يخترقون كل هذه الاتفاقات. وأشار إلى أن مندوب روسيا في الأممالمتحدة قام بالدفاع عن النظام وميليشياته، وإلقاء التهم على المعارضة السورية، مبينا إلى أن موسكو حتى الآن لم تغير من مواقفها المنحازة للنظام ولم تبدو كدولة راعية لاتفاقات السلام، ولم تظهر أي جدية لتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والتي هي عضواً أساسياً فيه. وأبان "نحن نتمنى أن تغير موسكو من مواقفها وتسعى لكسب ود الشعب السوري وتتخلى عن النظام الذي هو غير قادر للاستمرار أو لإعادة التأهيل". وأكد أن الائتلاف السوري مع الحل السياسي الذي يفضي إلى الانتقال السياسي وفق بيان جنيف المؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، لافتاً الانتباه إلى أن تطبيق بيان جنيف ليس شرطاً وإنما قرارات دولية كتبتها كل من روسيا وأمريكا وهي صيغة مشتركة بين الطرفين". وكشف العبدة بأنه أرسل رسالة إلى 25 دولة ومنظمة إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، دعاهم فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لضمان حماية المدنيين في حلب. وشدد على ضرورة أن تكون حماية المدنيين من خلال وقف الهجمات الإرهابية على المدنيين في حلب عبر إجبار النظام على الالتزام ببنود اتفاق إخلاء المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، ومنع تكرار هذه الانتهاكات الجسيمة. وحذر العبدة من تكرار مجزرة "سريبرنيتشا" في أحياء حلب المحاصرة، لافتاً الانتباه إلى أن إخلاء المدنيين من أحياء حلب المحاصرة يمثل عملية تهجير قسري تعتبر جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، مضيفاً إنه تم القبول بالاتفاق لضمان سلامة المدنيين، لكن نظام الأسد وحلفاءه مستمرون في استخدام سياسة الأرض المحروقة الهمجية للسيطرة على المناطق المحررة من خلال تحويل تلك الأحياء إلى مقبرة جماعية مفتوحة.