لا ريب في ان العلاقات السعودية - البحرينية الوثيقة هي علاقات وحدوية بامتياز ولا نحتاج هنا الى تأكيد ما هو مؤكد وراسخ في الضمير الوطني العام لأبناء الشعبين الشقيقين من انهما في الحقيقة والواقع شعب واحد وأسرة واحدة متآلفة ومتكاتفة في السراء والضراء دائما. وقد عشنا منذ الصغر على هذه القناعة التي لم ولن تتغير. وقد عبر سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه عن هذه الحقيقة الراسخة أصدق تعبير في كل مناسبة وخاصة في خطابه السامي في الاحتفال بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين قبل أيام قليلة. وهي المناسبة الوطنية العزيزة التي أعرب خلالها الاشقاء السعوديون (ملكا وحكومة وشعبا) عن مشاعرهم الدافئة تجاه البحرين (ملكا وحكومة وشعبا) بتوافدهم الملحوظ الى حفل سفارة البحرين في الرياض يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض واصحاب السمو الأمراء واصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في تعبير عفوي صادق يعكس عمق الروابط الأخوية والتاريخية على المستويين الرسمي والشعبي كافة. فلهما جميعا اعرب عن شكري وتقديري واعتزازي. ان الارتقاء بعلاقات التعاون بين دول الخليج العربية الى مستوى الاتحاد هو هدف أساسي من أهداف مجلس التعاون الخليجي منذ انشائه. ومبادرة سيدي خادم الحرمين الشريفين لهذه الغاية حظيت وتحظى منذ إعلانها بالترحيب والتأييد والارتياح في مختلف دول المجلس. ولعل الظروف والتحديات الراهنة التي تواجهنا جميعا تجعل الاتحاد الخليجي مطلبا ملحا واولوية قصوى. واننا نتطلع الى المباشرة بتنفيذ هذه المبادرة التي قوبلت بالتأييد والترحيب والدعم من سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله ورعاه- حيث جاء خطابه التاريخي في الأعياد الوطنية البحرينية معبرا أسمى تعبير عن رغبة الشعب البحريني كله في البدء بالإجراءات الاتحادية فورا واستعداد البحرين التام لهذه الخطوة المباركة. وهذا ماعبرت عنه التصريحات التي صدرت عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وكبار مسؤولي الدولة ورئيس وأعضاء مجلس النواب ورئيس واعضاء مجلس الشورى والشخصيات العامة وممثلي الهيئات والفعاليات الشعبية المختلفة. مما يعكس الاجماع الرسمي والشعبي على أهمية الاتحاد الخليجي المنشود وضرورته للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز مسيرتها التنموية ورفاهية شعوبها. ولا يخفى هنا ان الشعب البحريني والشعب السعودي يعيشان حالة وحدوية وثيقة منذ أمد بعيد وهو ماينعكس في علاقاتهما الاجتماعية الراسخة قبل العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة. وهذا ما يعبرون عنه في شتى المناسبات واللقاءات من مشاعر المودة والإخاء والتكاتف والتعاطف والتراحم. وهذا المستوى الثنائي الذي هو الواقع المشهود يمكن له ان يتسع ليصبح ثلاثيا او رباعيا او أكثر دون أدنى شك وبالسرعة المأمولة. ولعلنا لانحتاج الى ان نضرب الأمثلة بتجارب الشعوب والأمم الأخرى كالاتحاد الأوروبي أو سواه. اننا نلاحظ هذه العلاقات الوثيقة الراسخة بين البلدين على مستوى القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين -ماضيا وحاضرا- مما يجعل الاتحاد بينهما قائما على مستوى القلوب والنفوس وهناك حاجة الى بعض الاجراءات الرسمية لاستكماله، ونعتقد ان هذا ينطبق على مختلف دول المجلس، ويحدونا الأمل في ان تسارع حكومات دول المجلس الى تلبية تطلعات الشعوب الخليجية وآمالها المشتركة. فالمصالح واحدة والقلوب متوحدة والنفوس عامرة بالمحبة والإخاء. وتبقى النصوص التي تيسر وتسهل الوصول الى هذه الغاية النبيلة بأقصر الطرق وأيسرها. وصدق الله العظيم الذي يقول في كتابه العزيز: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.." * سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية