يروع حصاه حالية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم شعرها رقيق، ولفظها أنيق، وصدرها نسيم النعيم يمر على الجنات والبساتين فينم على بهجة الدنيا وحلاوة الحياة، ويرفرف فوق الوديان الخصيبة التي حصاها كالجواهر الكريمة فيصورها أبهى تصوير، ويخلدها على مر العصور، ويشوق كل مترنم بشعرها لجمال الطبيعة وروعة الجو والمكان، إنها (حمدة بنت المؤدب) شاعرة الأندلس الأولى، وبنت غرناطة الساحرة، وربيبة ريف (أشى) الذي هو قطعة من جنة الدنيا، بسهوله ووديانه، وزهوه وألوانه، ورباه وغدرانه، وهبها هذا الريف الساحر الجميل رهافة الحس ورقة الشعر ورفَّة الصور وحلاوة المناظر التي ترفرف على أجنحة شعرها رفيف الفراشات بين ألوان الزهور وروائح العطور ونعومة المسطحات الخضراء ونغمة الطيور المحبورة الجذلى في خمائل لا أبهى ولا أحلى، وهي تمتزج مع كل هذا وتجسده في جمال يمتع الأذواق، ضاع كثير من شعرها مع الأسف، ولكن ما بقي منه يدل بوضوح على موهبة أصيلة وقدرة فريدة على تصوير مفاتن الطبيعة وتخليدها في جمال مجسد.. من شعرها الذي حفظناه صفاراً ورددناها كباراً: وقانا لمحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم نزلنا دوحه فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم وارشفنا على طمأ زلالا ألذ من المدامة للنديم يصد الشمس أني واجهتنا فيحجبها ويسمح للنسيم يروع حصاه حالية الغدارى فتلمس جانب العقد النظيم