تؤكد الأبحاث الحديثة على كون الأطعمة الغنيّة بالأحياء الدقيقة النافعة (البروبايوتيك) نتيجة لعمليات التخمير مهمة جداً للصحة لأنها: * تحسِّن عمل جهاز المناعة لأنها تعمل كواق من متطفلين محتملين مثل مسببات الأمراض من طفيليات وفطريات وفيروسات. * تساعد على الهضم وعلى امتصاص العناصر الغذائية المختلفة من الوجبة ككل. فالأطعمة المخمّرة تساعد على تنامي ملايين الأحياء الدقيقة النافعة في الأمعاء. * تزيل السموم من الجسم لأنها تساعد على مكافحة العدوى ومحاربة السموم التي تستوطن الجهاز الهضمي. وفي نفس الوقت تنظم عمليات تخلص الأمعاء من الفضلات، فمن يعاني من الإمساك يستفيد منها لأنها تعالج الإمساك، ومن يعاني من الإسهال يستفيد منها لأنها تقضي على مسببات الإسهال. * تعزز القدرات العقليّة والصحة الفكريّة، كما تساعد على مكافحة النسيان وتعالج الزهايمر وتحافظ على الذاكرة. فالدماغ يحتاج إلى العناصر الغذائية، الأحماض الأمينية والأحماض الدهنية التي يصبح هضمها ووصولها إلى الدم أفضل بسبب تحسّن صحة الجهاز الهضمي. وتلك العناصر الغذائية تنتج أيضاً هرمونات مثل السيروتينين والدوبامين التي تتحكّم بالمزاج، وتزيد من الطاقة، كما تبعد الأرق وتساعد على النوم العميق. * تعين على التعامل مع الإجهاد من خلال علاقة الجهاز الهضمي بالدماغ، وتأثير تلك الأحياء الدقيقة النافعة على الأنظمة الهرمونية في الجسم. وتوازن الهرمونات يعين على السيطرة على الشهية، فيصبح التخلص من الوزن الزائد أسهل.وهناك دراسات تربط بين تناول الأطعمة المخمّرة وانخفاض معدلات السمنة. * والأطعمة المخمّرة غنيّة بمضادات الأكسدة وبالألياف والكيميائيات النباتية مثل الكبريت مما يجعلها مضادة لتشكّل الأورام الخبيثة، ومكافحة لتكاثر الجذور الحرّة المدمّرة للخلايا. * تكافح الالتهابات التي تُعدّ أساس أغلب الأمراض. * تخمير الأطعمة بطريقة طبيعية وبدون تعقيم (فتخمير الألبان لعمل الأجبان بعد بسترة الألبان يقضي على الأحياء الدقيقة النافعة) ينتج حمض اللاكتيك الذي تنتجه أنسجة العضلات خلال ممارسة الرياضة المُجّهِدة!! ويذكر مقال نشر عام 2006 في دوريّة Journal of Applied Microbiology ان تناول الأطعمة الغنية بحمض اللاكتيك يحسّن صحة الجهاز الهضمي، ويحسّن من كميات العناصر الغذائية القابلة للامتصاص، ويقلل أعراض عدم تقبّل سكر اللاكتوز، كما يقلل من أعراض الحساسية الأخرى لمن لديهم قابليّة لها. * يذكر مقال نشر أيضاً عام 2006 في Current Opinion in Lipidology ان هناك دلائل على ان منتجات الألبان المخمّرة تقلل من الارتفاع القليل لضغط الدم. وطريقة تخمير الأطعمة سهلة جداً وقد ذكرناها في مقال سابق. وتخمير الخضراوات طريقة ممتازة للاستفادة من فائض الخضراوات في مواسمها، وهي في قمّة نضجها، فالتخمير ليس فقط طريقة لحفظ الأطعمة (خاصة الخضراوات)، إنما أيضاً طريقة لزيادة قيمها الغذائية، ووسيلة فعّالة ورخيصة لتحسين الصحة. وللمزيد عن الأطعمة المخمرة أنظر "الرياض" الأعداد 17594، 17608، 17636، 17650.