عوداً على ذي بدء وبعد مرور شهر كامل وهو الوقت الذي منحته لجنة توثيق البطولات السعودية للأندية الرياضية والمؤرخين والإعلام والمهتمين بالتأريخ الرياضي كمهلة للطعن في أرقام ونتائج البطولات على أن يكون الطعن مرفقًا بالأدلة؛ انتهت المهلة والنتيجة خمسة أندية أرسلت ملاحظاتها للجنة توثيق تاريخ الرياضة السعودية وهي أندية الهلال والشباب والاتفاق والرائد والتعاون. وإذا أضفنا لهذه الأندية كلاً من الفيصلي والخليج والباطن التي لا تمتلك في الأصل بطولات رسمية، وأندية الفتح والقادسية والوحدة التي لم تعترض على نتائج اللجنة؛ يتبقى في قائمة أندية دوري المحترفين ثلاثة أندية هي الاتحاد الذي ناقش مسؤولوه ولازالوا في مسألة حصر عدد بطولاتهم وربما أرسلوا ملاحظاتهم، وناديا الأهلي والنصر اللذان رفضا عمل اللجنة في الأصل. نتيجة 12 من 14 في رأيي أنها ممتازة إذا علمنا أن الناديين المعترضان لم يناقشا ولم يثبتا خطأ معايير اللجنة ناهيك عن عجزهما إثبات بطولة لم ترصد لهما. وفي كل الأحوال يبقى من حق أي ناد إبداء وجهة نظره التي يراها تتناسب مع أوضاعه إذا علمنا حجم الضغوط وتحديداً الجماهيرية على مسيري الأندية وتأثيرها في ردود الفعل. ولكن الأهم هنا هو أين من ارتدوا عباءة التأريخ الكبيرة عليهم وأين من امتهنوا الصراخ في البرامج الرياضية لذر الرماد في العيون وربما لتصفية الحسابات؟ شهر كامل مر على إعلان النتائج لم نشاهد خلاله سوى الصراخ في أول أسابيعه ثم انزوى هؤلاء واتخذوا لهم بقعة بعيدة عن المشهد تماماً على الرغم من أنه باستطاعة أي باحث مستجد حصر بطولات ناديه خلاله، ولكنهم لم يظهروا ليبرهنوا على أحاديثهم، ولم يقدروا حتى على إثبات خطأ معيار واحد من معايير اللجنة المشكلة لتوثيق البطولات. من هنا يتضح لنا أن ما حدث قبل شهر ما هو إلا جعجعة بلا طحن، أصوات فقط لإثبات ثقافة الضجيج التي اتضح للجميع اليوم فشلها. دقائق * في الانتخابات الماضية وفي منظر بشع أساء لمهنة الإعلام؛ قاد حملات المرشحين إعلاميون معروفون، وبعد أن فرحنا في بداية الانتخابات الحالية باختفاء تلك النقطة السوداء، بدا هناك ثمة ملامح للدعم من بعض الإعلاميين لبعض المرشحين، لزملاء المهنة أقول محذراً: تذكروا أن التاريخ لا ينسى. * تناقلت الجماهير في الأيام الماضية مقاطع فيديو لأحداث جرت في مباريات "دوري جميل" تستوجب الوقوف عندها من قبل لجنة الانضباط التي غابت عن المشهد باستثناء عقوبات تأخر الفرق في الدخول للملعب وبعض العقوبات المالية الأخرى، وأخشى ما أخشاه أن يكون حماس اللجنة قد ضعف بسبب اقتراب نهاية فترة عملها، وأتمنى أن يتنبهوا قبل أن تقع الفأس في الرأس. * إذا لم تبرز لنا أندية لاعباً صاعداً واحداً على الأقل في كل ناد فإن المنتخب السعودي في خطر؛ هكذا هي معادلة الديمومة والاستمرارية. ثانية "الأوقات الصعبة تصنع رجالا أقوياء الرجال الأقوياء يصنعون أوقات الرخاء أوقات الرخاء تصنع رجالا ضعفاء الرجال الضعفاء يصنعون أوقاتا صعبة" ابن خلدون