أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس السبت أن بكين "احتجت رسميا" لدى الولاياتالمتحدة بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع رئيسة تايوان تساي اينغ-وين، مطالبة واشنطن باحترام مبدأ "الصين الواحدة". وقالت وزارة الخارجية في بيان "أرسلنا بالفعل احتجاجا رسميا إلى الجهة الأميركية ذات الصلة. نصر على أنه ليس هناك سوى صين واحدة وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية". وأصرت الخارجية الصينية على أن "حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الوحيدة الشرعية الممثلة للصين. هذه حقيقة يعترف بها المجتمع الدولي وهي الأساس السياسي للعلاقات الصينية - الأميركية". ويشكل الاتصال الهاتفي الجمعة بين ترامب ورئيسة تايوان قطيعة واضحة مع أربعين عاما من الدبلوماسية الأميركية. وتدعم واشنطن بادراتها الديموقراطية والجمهورية على حد سواء، مبدأ "الصين الواحدة" منذ سبعينات القرن الماضي. وبناء على ذلك اعترفت ببكين في 1978 وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان. وقال فريق الرئيس المنتخب في بيان إن ترامب وتساي اينغ-وين وخلال المحادثة غير المسبوقة على هذا المستوى منذ عقود تطرقا إلى "العلاقات الوطيدة في مجال الأمن والاقتصاد والسياسة بين تايوانوالولاياتالمتحدة". وأضاف أن رئيسة تايوان التي أنتخبت في مايو والرئيس الأميركي الذي انتخب في الثامن من نوفمبر وسيتولى مهامه رسميا في 20 يناير تبادلا التهاني، مشيرا إلى اتصالات هاتفية جرت الجمعة مع الرئيس الأفغاني اشرف غني والرئيس الفلبيني الشعبوي رودريغو دوتيرتي ورئيس وزراء سنغافورة لي سيين لونغ. وأكد دوتيرتي السبت أن الرئيس الأميركي المنتخب شجعه في حربه على المخدرات وأكد له أنه يتبع "الأسلوب الصحيح". وقال إن ترامب تمنى له "النجاح" في سياسته المثيرة للجدل لقمع الجريمة في الفلبين. وأضاف أن ترامب "يعي تماما مشاكلنا مع المخدرات. تمنى لي النجاح (...) في حملتي لمكافحتها وقال إننا نقوم بها بصفتنا أمة تتمتع بالسيادة وبالوسيلة الجيدة". وفي مواجهة الانتقادات الموجهة للمحادثة مع رئيسة تايوان، كتب ترامب في تغريدة على حسابه على تويتر "رئيسة تايوان (اتصلت بي) اليوم لتهنئتي بفوزي في الرئاسة.. شكرا!". وأضاف بعيد ذلك "من المهم أن نشير إلى أن الولاياتالمتحدة تبيع معدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى تايوان لكن يتوجب علي ألا أقبل اتصالا للتهاني". وقال مساعد وزير الخارجية السابق لشرق آسيا والمحيط الهادئ كريستوفر هيل في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش إنه "خطأ فادح"، منتقدا ميل إدارة ترامب المقبلة إلى "الارتجال". أكد البيت الأبيض مجددا الجمعة دعم الرئيس الديموقراطي باراك أوباما لسياسة "الصين الواحدة". وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي ايميلي هورن لوكالة فرانس برس "ليس هناك أي تغيير في السياسة منذ أمد طويل".