السمنة إحدى أسوأ المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الإنسان؛ حيث تؤدي إلى كثير من المشاكل الصحية التي تؤثر على حياة الشخص اليومية، ولا يخفى علينا تأثير السمنة على أجسامنا مع مرور الزمن فقد تؤدي إلى أمراض القلب والشرايين، مشاكل في المفاصل، مرض السكري، الإصابة بالجلطات والسرطان، وتعتبر السمنة لدى الأطفال بالتحديد أسوأ؛ لأن أي زيادة بسيطة في الوزن ستأخذه إلى طريق المشاكل الصحية التي كانت في يوم من الأيام خاصة بالأشخاص البالغين مثل الضغط والكوليسترول، أما الآن أصبحنا نراها في الأطفال بأعداد تتزايد كل يوم. إن تناول كميات كبيرة من الطعام تفوق حاجة الإنسان إضافةً للحركة القليلة التي لا تكفي لحرق السعرات الزائدة سببين رئيسيين لإصابة الأطفال بالسمنة، لكن يجب أن نتذكر أنه ليس كل طفل وزنه زائد قليلاً يعني أنه سمين فبعض الأطفال هيكلهم الجسدي أكبر من الطبيعي، وبعض الأطفال يحملون كميات مختلفة من الدهون في مراحل النمو المختلفة لذلك لا يستطيع الأهل معرفة هل الطفل سمين أم لا بالنظر فقط، فالطبيب هو من يحدد إذا ما كانت هنالك مشكلة وما هو حلها الأفضل، ولا ننسى أيضاً العامل الوراثي والتغيرات الهرمونية التي تزيد من احتمال الإصابة بالسمنة، فبعض البحوث وجدت أن التغيرات في الهرمونات الهضمية تؤثرعلى إشارات الشبع التي يرسلها الجسم للمخ، وقد يكون أكل الطفل الزائد سببه المشاكل التي يواجهها في حياته اليومية وتكون هذه هي طريقته الوحيدة للتعامل مع هذه المشاكل، أو لأن أفراد العائلة يتبعون نمط حياة غير صحي، ويرى الطفل ما يأكل أفراد العائلة وما يفعلون ويطبق المثل، وأحياناً يكون الملل هو الدافع لتناول كميات كبيرة من الطعام. كثير من الناس يعتقدون أن الحل يكمن في حرمان الطفل! فيُمنع منعاً باتاً من تناول الأطعمة التي يحب كالوجبات السريعة، المشروبات الغازية وما إلى ذلك، لكن هذه الطريقة قد تعطي نتائج عكسية، فقد يبدأ الطفل بتناول الطعام بشراهة كبيرة، أو ربما يبحث عن الأكل الغير الصحي بشكل أكبر من المعتاد، لذلك كان التقليل من تناول الوجبات السريعة والأطعمة الغير صحية بشكل تدريجي هو الحل الأفضل لمعالجة سلوك تناول الأكل الغير صحي لدى الأطفال. ومن أفضل الطرق لتقليل مستوى السمنة عند الأطفال هي تحسين النظام الغذائي والرياضي للعائلة بأكملها، فعندما يرى الطفل أن جميع أفراد العائلة يتبعون نفس النظام الغذائي والرياضي الذي يتبعه سوف يبدأ بالأحساس بأنه أمر طبيعي وليس نوع من أنواع العقاب له، فإنه من غير المنطقي أن نطالب طفل بأن يحرم نفسه من كل ما يحب ويشتهي من الأكل الذي قد يكون الأم والأب أو العائلة بأكملها يأكلونه أمامه، فالأطفال يطبقون ما يرونه من أهلهم. إن للأهل دور في تغيير سلوك الطفل الغذائي فهم من يعمل على شراء واختيار الأكل وكيفية طهيه وتحديد متى وأين يأكل الطفل، فإن لهم القدرة على تحفيز الأطفال على تناول الغذاء الصحي في البيت على الأقل، وهنالك طرق عديدة يمكن أن يستخدمها الأهل مثل تحديد الكميات التي سوف يتناولها الطفل وفقاً لاحتياجه، وعدم اجبار الطفل على إنهاء كل ما في طبقه فذلك قد يؤدي إلى زيادة حجم معدته وبالتالي الإصابة بالسمنة، أيضاً لابد من منع الأطفال من الأكل أمام شاشة التلفاز أو الآيباد لأن ذلك يؤدي إلى الأكل بشكل أسرع دون استيعاب الكمية التي تم تناولها، فأي تغيير بسيط سيكون له تأثير كبير على صحة الطفل. لو نظرنا إلى الأمر بواقعية فمن الصعب إقناع الطفل بترك مايحب من الحلويات والشوكولا والوجبات السريعة ليحمي نفسه من أمور لا يستطيع عقله استيعابها حتى الآن، لذلك فإن أفضل حل هو أن تتبع العائلة بأكملها نمط الحياة الصحية لتشجيعه ودعمه. * قسم خدمات التثقيف الصحي