يواجه أفراد المجتمع اليوم عدداً من السلوكيات والمفاهيم الخاطئة التي تؤثر على واقعهم الإنساني ومنها «تصفية الخصوم» والتمادي بها، سواء كانت في علاقاتهم الأسرية أو العملية أو الاجتماعية. وعلى الرغم من أن الخصومة تُعد سنة كونية وأمراً طبيعياً؛ إلا أن البعض تجاوز محيط الخلاف الطبيعي، وذهب إلى الإطاحة بخصمه والتشفي منه بكل ما أوتي من قوة ومكانة وسلطة، لتتحول الخصومة إلى مستوى آخر من الإساءة التي لا تخلو من التشويه وتوجيه الاتهامات والمؤامرات واتخاذ القرارات الظالمة دون وجه حق متجاوزين بذلك حدود أخلاقيات الخصام والاختلاف. ويُعد الفجور في الخصومة سلوكاً عدائياً مزعجاً وانتقاماً بغيضاً يجردنا من صور الإنسانية ويدل على ضعف صاحبه وعدم مراعاته واحترامه لحقوق الآخرين والتعدي عليهم. ولعل البعض جهلوا أن الالتزام بأخلاقيات وآداب الخصام يساعدهم كثيراً في تجاوزه وإصلاحه، إلا أنهم تجاهلوا ذلك وتمادوا في الخطأ والمكابرة والإصرار على مواقفهم. وأمام هذا المشهد؛ فإنه من الواجب إعادة العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى سابق عهدها عن طريق نشر سلوكيات العفو والتسامح في المجتمع، وألا تقودنا الخصومة إلى معاداة الآخرين ومحاولة الأذى بهم، وكذلك عدم استغلال السلطة والمكانة لإقصاء أفكار وأراء الآخرين.