بلادنا -ولله الحمد والمنة- تزخر بالعديد من الثروات التي حباها الله بها وفي مقدمها النفط، تلك الثروة التي قام عليها اقتصادنا وساهمت في تنمية بلادنا في مختلف المجالات مساهمة كبرى، فاستغلال موارد النفط استغلالاً أمثل في تنمية الوطن كان قراراً استراتيجياً لم يتم الحياد عنه، بل تم توظيفه بشكل أمثل إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه وما نخطط للوصول إليه. وإذا عدنا إلى التاريخ الذي بدأ فيه إنتاج البئر (بئر الخير) الذي تدفق فيه النفط على يد الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أي قبل نحو ثمانين عاماً سنجد أنه ذات التاريخ الذي بدأت فيه بالتزامن عجلة التنمية بالدوران، حيث تم توظيف إيرادات النفط من أجل التنمية بجميع صورها، وكان البدء بتنمية الإنسان الذي شكل محور التنمية وعصبها الرئيسي وهدفها الأساس، كل الإمكانات سخرت من أجل أن يكون إنسان هذه البلاد المباركة في مستوى متقدم في كل نواحي الحياة. لو وضعنا مقارنة لما كانت عليه بلادنا قبل ثمانين عاماً وما هي عليه اليوم سندرك حجم الفرق الجلي الذي لا نحتاج معه إلى أي جهد لتبيينه، كانت ثلاثية الجهل والفقر والمرض هي السائدة لضعف الإمكانات وترامي أطراف البلاد، التنمية كانت في نطاق محدود جداً رغم وجود العزيمة الصادقة والإخلاص المتفاني في جيل الرواد بقيادة الملك المؤسس إلا أن الإمكانات لم تكن لتساعد على تجسيد الأفكار وتحقيق الطموحات. اليوم نرى مشروعات الخير تتدفق على يد الملك في استمرار لا ينقطع كشواهد حية على تنمية متواترة من أجل الوطن وأبنائه الذين كان الاستثمار فيهم استثماراً أولاً واستراتيجية لازالت هي الأساس من أجل خير الوطن وتواصل التنمية. النفط كان هو المورد الأول الذي استطعنا أن نستفيد منه أيما استفادة في بناء الوطن والمواطن، ومع رؤية 2030 ستكون مرحلة جديدة من البناء المتواصل، وهذا ما جاء في تقديم الأمير محمد بن سلمان للرؤية "في وطننا وفرةٌ من بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها. وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله، ولا ننسى أنه بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدّها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. وبسواعد أبنائه، سيفاجئ هذا الوطن العالمَ من جديد". نحن قادرون بإذن الله أن نبدأ مرحلة جديدة من العلم والعمل لتحقيق ما يجعل من وطننا يفتخر بأبنائه الذين جعلهم استثماره الأول وثروته التي لا تنضب.