تترقب الجماهير النصراوية ظهور نجم الفريق ولاعب المحور إبراهيم غالب، بعد رحلة علاجية وتأهيلية طويلة، عاشها خلال الأشهر الستة الماضية، بعد جراحة خضع لها إثر إصابته ثانية بالرباط "المتصالب" في مايو الماضي، ختمها بالتوجه إلى فرنسا، لخوض مرحلة التأهيل البدني في أحد المراكز المتخصصة هناك لمدة ثلاثة أسابيع، عاد بعدها بجاهزية تامة للمشاركة في التدريبات الجماعية لفريقه. وتنفس مدرب النصر الكرواتي زوران ماميتش الصعداء برؤية غالب بين بقية زملائه في التدريبات الماضية، تحضيراً للجولات المقبلة من "دوري جميل"، خصوصاً بعد إصابة لاعبين هذا الموسم في ذات المركز، هما عبدالعزيز الجبرين ثم عوض خميس، مع التراجع الفني الملحوظ على مستويات شايع شراحيلي، إذ يعمل الجهازان الإداري والفني في النصر على تجهيز غالب من الجوانب كافة المعنوية والفنية، لدعم صفوف الفريق في المرحلة المقبلة. عودة غالب المرتقبة بمستوياته السابقة، قد تنعش خط الوسط النصراوي كثيراً بعد أن افتقد مركز المحور في الفريق، لموهبة بحجم إمكانات اللاعب الشاب، الذي تعرض لإصابتين متتاليتين في الموسمين الماضيين، أثرت كثيراً على استكمال مشوار نجوميته في الملاعب، والذي انطلق فقط قبل ستة مواسم، فيما ساهم التأهيل المتواضع الذي واكب إصابة اللاعب الأولى بالرباط المتصالب، في تعرضه للإصابة مرة ثانية فكانت درساً مهماً له بعد أن أولى بعد ذلك اهتماماً كبيرا لعودته مرة جديدة، والاستجابة لتوجيهات الجهاز الطبي في النادي، حتى وصوله مرحلة متقدمة من التأهيل العلاجي والبدني، قبل أن يحصل أخيراً على إذن من الجهاز الفني لدخول التدريبات الجماعية، ويبدي جاهزيته لخوض المباريات مع فريقه. الإمكانات الفنية الكبيرة التي يكتنزها الموهوب غالب، وضعته في فترة سابقة قبل تعرضه إلى الإصابات، ومنذ بزوغ نجوميته في الملاعب، كواحد من أبرز اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدربون كثيرا في بناء خططهم الفنية، ولعل الفترة التي عاشها اللاعب مع مدرب النصر السابق الأورغوياني دانيال كارينيو، تعد من المراحل الذهبية في مسيرة اللاعب، بعد أن ساهم في حصول النصر على كأس ولي العهد، وبطولتي "دوري جميل" على التوالي في موسمي 2014-2015، إذ كان عنصراً مؤثراً في وسط الملعب وعلامة فارقة،تبنى على قدراته الكثير من الخطط الفنية، إذ على الرغم رغم من مظهره الجسماني، ولكن دائماً في أرض الملعب ما يثبت العكس، من خلال الالتحامات والضغط على حامل الكرة التي يتميز بها، بالإضافة إلى إجادته لصناعة اللعب، من خلال التمريرات السحرية المتقنة، التي تنطلق من بين أقدامه إلى أقدام زملائه المهاجمين، ومساهمته في تسجيل الأهداف على الرغم من مركزه المتأخر، وتبدو عليه الجدية والحماس والروح القتالية العالية، والتي يؤكد دوما أنها اكتسبها من حبه لناديه وتأثراً بقائد الفريق حسين عبدالغني، وجعلت منه لاعباً قيادياً كرأي أغلب المحللين، كما أنه يمتلك قدما قويه يبرع من خلالها بالتسديد الدقيق، ومهاراته العالية كمحور في وسط الملعب، تمكنه من أداء دوره على طريقة "الليبرو" . يقول غالب بعد نهاية مرحلة التأهيل العلاجية والبدنية الأخيرة، التي استمرت ثلاثة أسابيع في مدينة مرسيليا الفرنسية: "كانت مرحلة شاقة وعلى فترتين صباحية ومسائية، ولكنها كانت إيجابية، حديث المدرب لي ودعمه المستمر كان دافعاً قوياً ومنحني ثقة كبيرة، وأشكر جماهير النصر التي وقفت معي وقفات كبيرة ومع زملائي، وبإذن الله سأعود بقوة وأرد لهم الجميل".