لا يعقل أن ترفع مباراة تحققت النقاط الثلاث أسهم زوران النصر ليكون أبرز مدربي دوري جميل، وتؤدي خسارة أخرى بعد أيام إلى طرح أسئلة حول إقالته!! بعد أن بلغت إقالات مدربي أندية «دوري جميل» حدا ربما لم نتعايش معه طوال تاريخ بطولات السعودية -تسعة مدربين- ونحن لا نزال في الدور الأول منه ربما تكون مرحلة تخصيص الأندية المنتظر إعلان آليتها بعد صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة عليه طريقا لإيقاف الهدر المالي والتخبط الإداري في اختيار والتعامل مع الأجهزة الفنية، وكذلك اللاعبين الأجانب وحتى الدخول في صفقات اللاعبين المحليين، تحويل الأندية إلى شركات ودخول مستثمرين يحتم الوصول لأعلى درجات الشفافية والحوكمة وإقرار معايير صارمة اقتصاديا ورياضيا، الهدر المالي سببه سوء تصريف الأموال، وغياب الرقابة المالية، واتخاذ قرارات عشوائية، وطغيان المجاملة، والمؤمل أن تساهم التحولات الجديدة في أن يذهب المال في طريقه الصحيح عبر إدارات أعضاء يملكون الكفاءة الإدارية والفنية والتسويقية، والتفرغ التام لخدمة الأندية، والشباب الرياضي. في الدوري السعودي وبطولات الخليج فقط عليك أن تحكم على مدرب بفشله أو نجاحه بالنظر لمباراة واحدة أو بطولة واحدة، وليس موسما على الأقل، عليك أن تجد الأسباب التي أدت للخسارة والتفنن في تمحيص هفوات المدربين وتضخيمها، ثم الترويج لفشل الأجهزة الفنية واعتبار ذلك السبب الوحيد في الهزيمة، وكأن كرة القدم لا تجمع فريقين متنافسين أحدهما فائز والآخر مهزوم دون وجود شيء اسمه التعادل!!. حقق النصر خمسة انتصارات متتالية، وخسارته من التعاون ليست نهاية المطاف، ولا يمكن أن تكون طريقا للتشكيك في عمل جهاز فني أخطأ وأجاد. حين خسر الأهلي من الهلال في ملعب الملك عبدالله مستوى ونتيجة لم يجد المحلل الفني محمد عبدالجواد أسبابا مقنعة لخسارة فريقه فاكتفى بالقول: «كانوا جاهزين، استعدادهم مميز لكنهم خسروا»!!. حتى مدرب الهلال الأرجنتيني رامون دياز وجد انتقادات في البداية، وأجانب «الأزرق» لم يكونوا مقنعين اليوم كل المتابعين يشيدون باكتمال جمال الهلال ووصوله لأعلى درجات الجاهزية، وتصدره المستحق للدوري بعد نهاية الجولة العاشرة. لا يزال النصر في صلب المنافسة، زوران نجح في فرض شخصيته وإحداث تغيير بإبعاد قائد الفريق وحقق في غيابه نتائج جيدة، وتراجعه عن قراره خطأ كلف الكثير أمام التعاون، لكن توالي الإصابات ربما كان مبررا. في الشتاء على النصراويين إعادة ترتيب أوراق العنصر الأجنبي، والتحدث مع النجوم الذين هبطت مستوياتهم خصوصا الفريدي، كما أن حصول أيالا على بطاقات صفراء مجانية لابد معه من وقفه. التفاؤل المفرط عند الفوز، ثم بلوغ الإحباط أعلى درجاته لمجرد خسارة تعامل عاطفي يمكن تقبله من جماهير وليس ممن يديرون دفة الأندية والإعلام الرياضي.